لجأ منذ الأحد الماضي مجموعة من المهاجرين غير الشرعيين الجزائريين رفقة زملاء لهم من المغرب ودو ل إفريقية وعربية بالعاصمة البلجيكية بروكسل إلى الاحتجاج عن طريق رافعات البناء الضخمة للمطالبة بتسوية وضعيتهم القانونية بعد أن رفضت الحكومة البلجيكية الاستجابة لمطالبهم . وأفادت أمس مصادر إعلامية من مكان الحدث أن العشرات من هؤلاء المحتجين قد قاموا بركن رافعات البناء الضخمة المنتشرة وسط بروكسل، والصعود على متنها للمطالبة بتمكينهم من الحصول على رخص مؤقتة للإقامة بالتراب البلجيكي. وأخرى خاصة بالعمل وفق شروط قانونية تضمن لهم حقوقهم المهنية، وهو المطلب الذي رفضته حكومة بلجيكا التي تدير الأمور بشكل مؤقت متحججة في ذلك بأنها لن تتحمل المسؤولية السياسية لتسوية أوضاع آلاف المهاجرين المقيمين بإقليمها بشكل غير قانوني. وفي السياق ذاته، قالت أمس الشرطة البلجيكية إن نحو 30 مهاجرا قد أمضوا ليلتهم فوق عدد من الرافعات، مواصلين بذلك احتجاجهم الذي كانوا قد بدأوه الأسبوع الفارط من خلال دخولهم في إضراب عن الطعام، في حين أشارت مصادر إعلامية إلى أن هذه الاحتجاجات كانت بكثرة في كل من شارعي '' انسباش '' و'' غريتري '' ، وأن أغلب المحتجين يعملون في مجال البناء وكاشفة أن سبعة من المحتجين ذوي جنسيات جزائرية ومغربية ورواندية هم من مشغلي الرافعات كانوا قد دخلوا في إضرابهم عن الطعام منذ الخميس الفارط، كما أنهم قد طالبوا من على متن الرافعات بالحصول على تصاريح إقامة وعمل سارية المفعول لمدة عام واحد على الأقل. ويشار إلى أن هذه الحملة البلجيكية تتزامن مع إجراءات مماثلة شرعت في شنها العديد من الدول الأوروبية كإيطاليا التي أعلنت حالة الطوارئ تصديا -حسبها - لقوافل المهاجرين غير الشرعيين الذين صاروا يتدفقون على أراضيها بكثرة، وكذا إسبانيا التي ستشرع شهر سبتمبر المقبل في إعادة نحو مائة ألف مهاجر إلى أوطانهم، إضافة إلى فرنسا التي كانت السباقة في الإعلان عن عدم قيامها بتسوية جماعية للعمال الذين لا يملكون وثائق إقامة.