علمت "الشروق" من مصادر متطابقة، أن سفير الجزائر برومانيا، حمراوي حبيب شوقي، تلقى عرضا يقضي بعودته إلى الجزائر، لتعيينه مجددا، في منصب مدير عام مؤسسة التلفزة الجزائرية، بعد مغادرته لها قبل 3 سنوات، وتعيين عبد القادر عولمي خلفا له. * وحسب المعلومات المتوفرة، فإنه في حال نجاح "المفاوضات" مع حمراوي حبيب شوقي وعودته إلى مبنى شارع الشهداء، فإن بعض الأسماء مرشحة للعودة معه إلى مناصب المسؤولية، ويتعلق الأمر بوجوه مثل حفيظ دراجي وسعيد عولمي وعبادي وجمال بن رابح. وأشارت ذات المعلومات، إلى أن الإتصالات بين الجهات المعنية وحمراوي، لم تفصل بعد في القرار النهائي، وإن كان صاحب حصة "وقفات" خلال أحد فصول "الفترة الذهبية" للتلفزيون، قد أبدى رغبته وإستعداده للعودة إلى منصب المدير العام للتلفزيون العمومي، موازاة مع "تفكير" العديد من الإعلاميين الذين غادروا الجزائر، في العودة عند فتح السمعي البصري. وكان حمراوي حبيب شوقي، قد غادر التلفزيون الجزائري في نوفمبر 2008، بعد أيام من رواج أنباء عن إستقالته، وقد تم تعيين عبد القادر عولمي خلفا له، الذي أجرى حركات تغيير متكرّرة، من آخرها إستخلاف النذير بوقابس بلطفي شريّط كمدير للأخبار. وتربط مصادر مؤكدة، قرار توقع تغييرات عميقة في حقائب ومناصب المسؤولية في التلفزيون، برغبة السلطات العمومية في "تقوية" القناة الرسمية وتلميع برامجها واسترجاع مصداقيتها وثقة المشاهدين فيها، قبل الفتح الرسمي لقطاع السمعي البصري، الذي تحصّل على الضوء الأخضر، مؤخرا، خلال اجتماع لمجلس الوزراء برئاسة عبد العزيز بوتفليقة. وقد بدأت سلسلة التغييرات والتنقيحات وما يسميه البعض بحملة "الأيادي النظيفة" داخل التلفزيون، منذ فترة، بإجراء تعديلات في البرامج و"الوجوه" التي برزت إلى واجهة نشرات الأخبار والحصص الخاصة منذ سنوات، مثلما حدث مع كريم بوسالم وفريدة بلقسام، في إنتظار تغييرات لاحقة، يصفها متابعون بأنها ستكون "مفاجئة" وأكثر عمقا. ويُراد لترتيب بيت "اليتيمة" وإجراء تغييرات "شاملة وعاجلة"، إعطاء التلفزيون العمومي نفسا جديدا يمكّنه من دخول "المنافسة الإعلامية" بعد إعتماد فضائيات "خاصة" و"مستقلة" تبعا لقرار فتح السمعي البصري، الذي سيرسّم بقانون خاص ينظم القطاع، في ظل إبداء العديد من الأطراف نيتها في تأسيس قنوات إخبارية وأخرى مختصة. ويعرف التلفزيون الجزائري، نقدا داخليا، يوازي إنتقاد المشاهدين، لرداءة شكل ومضمون المنتوج الذي غرقت فيه القناة الوطنية، وحتى وزير الإتصال، الذي قال أنه تحصل على "ورقة بيضاء" من الرئيس بوتفليقة لإصلاح التلفزيون، هاجم وانتقد ما يقدّمه هذا الأخير، لكن مراقبين يرسمون علامة إستفهام وتعجب، أمام "تماطل" ناصر مهل وتأجيله في كلّ مرّة للإصلاحات والتغييرات التي بإمكانها "إنقاذ" التلفزيون وإنصاف الكفاءات التي هربت والتي مازالت تقاوم!