"كتابة مذكراتي كانت معجزة، لأنني لم أكن أفكر في يوم من الأيام أن أكتبها، لأنني كنت أنتظر الموت في كل يوم وفي كل ليلة"... بهذه الكلمات وصف العقيد الطاهر الزبيري صدور الكتاب الثاني من مذكراته، مرجعا ذلك إلى وضعه الصحي الحرج الذي أرقده الفراش مرارا واضطره إلى إجراء عدة عمليات جراحية في داخل البلد وخارجه، كما أنه أصبح كثير النسيان مما اضطره إلى بذل مجهود مضاعف لعصر ذاكرته. * وأكد العقيد الطاهر االزبيري في زيارة الشروق أمس إلى منزله في العاصمة أنه سيحضر للمعرض الدولي للكتاب يوم السبت المقبل (بإذن الله) ليس لبيع مذكراته بالإهداء، ولكن للاعتذار للقراء عن عدم قدرته لتلبية رغبتهم بسبب ظروفه الصحية القاهرة، مترجيا منهم تفهم وضعه الصحي الصعب. * وقال العقيد الزبيري أنه كان بإمكانه كتابة مجلدات من مذكراته بمساعدة الكاتب الصحفي مصطفى دالع لو تمكن من الحصول على صندوق ضخم من الوثائق صادره منه قاصدي مرباح (رحمه الله) مدير الأمن العسكري خلال أزمته مع بومدين في 1967، مشيرا إلى أن الكثير من رفقائه في جيش التحرير وضباط الجيش الوطني الشعبي أشادوا كثيرا بالمذكرات وبالأسلوب الذي صيغت به. * وشدد العقيد الطاهر الزبيري مؤلف كتاب "نصف قرن من الكفاح: مذكرات قائد أركان جزائري"، على أنه لا يخشى الضغوطات التي قد تمارس عليه بسبب الحقائق التي كشفها في مذكراته، معتبرا أن الأكاذيب التي نشرت طيلة سنوات هي التي حفزته لكتابة هذه المذكرات لتصحيح ولو 10 بالمئة من تاريخ الجزائر. * وقال العقيد الزبيري "ذهبت إلى الموت مرارا، ولكنه أخطأني خلال الثورة وبعدها، بينما اختطف رفقائي الذين كانوا بجنبي، ولن أخشى الموت الآن وعمري 82 سنة"، وأضاف "راني عايش في الفايدة، كان من المفروض أن تختطفني الموت منذ سنين طويلة، في معارك مهولة ضد الجيش الفرنسي وفي مواجهة الأسلاك الشائكة القاتلة والألغام التي اقتلعت من كل مجاهد جزءا من جسده ومن روحه أيضا"، معربا عن استعداده لمناظرات تلفزيونية مع من يحاولون التشكيك في الحقائق التي ذكرتها.