إجراءات بمنع وسائل الاتصال في انتظار عبور العائلة نحو دولة أخرى وجهت السلطات الجزائرية إنذارا شديد اللهجة لأفراد عائلة القذافي المتواجدة في الجزائر، وذلك عبر وفد رسمي تنقل خصيصا لإقامة الدولة التي تقطنها عائلة القذافي، المتواجدة بالجزائر منذ آخر يوم من أيام رمضان، إذ حذرت الجزائر أفراد العائلة الأربعة، ومرافيقهم من تجاوز أداب الضيافة، وأملت عليهم قائمة من الشروط الواجب الإلتزام بها إذا كانوا يرغبون في تمديد إقامتهم بالجزائر كلاجئين فارين من وضع أمني غير مستقر، ضمن دواع إنسانية. * وفي السياق، قالت مصادر مؤكدة أن وزارة الشؤون الخارجية، رفعت تقريرا مفصلا إلى رئاسة الجمهورية، بواقعة التسجيل الصوتي الذي بثته قناة الرأي السورية لنجلة معمر القذافي عشية الجمعة الماضي، هذا التقرير الذي رفعته مصالح مراد مدلسي، في أعقاب استنكار هذا الأخير لخرجة عائشة القذافي من نيويورك، معتبرا ما أقدمت عليه بالأمر غير اللائق، جعل السلطات العليا في البلاد تتحرك، لرفع الحرج الذي أوقعتها فيه تصريحات عائشة القذافي. وأكدت مصادرنا أن الجزائر بعد إعلانها الرغبة في ربط علاقات تعاون مع السلطات الليبية الجديدة، لن تسمح بأي تصرف من أفراد عائلة القذافي اللاجئة الى الجزائر أو أي طرف آخر قد يعكر صفو الخطوات الأولى نحو مد جسور العلاقة مجددا، خاصة وأنها تأتي في أعقاب احتقان ومزايدات كلامية طبعت العلاقة بين الحكومة الجزائرية والمجلس الانتقالي الليبي منذ تولي هذا الأخير زمام الأمور في ليبيا على الصعيد السياسي الداخلي والخارجي، وتوجيه سهام الاتهامات نحو الجزائر منذ انطلاق الأحداث في ليبيا. وأضافت مصادرنا أن الوفد الرسمي الذي فوض مهمة التنقل إلى إقامة أفراد عائلة القذافي، حمل قائمة بشروط الجزائر إذا رغب هؤلاء تمديد عمر إقامتهم على أراضيها، ومن بين هذه الشروط ذكرت مصادرنا احترام المبدأ الذي تعتمده الجزائر في علاقاتها مع الدول والمتمثل في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والذي يجعل أي تصريح صادر من الجزائر أيا كان صاحبها بمثابة تدخل في شؤون هذه الدول، وكذا ضرورة التحفظ في كل ما من شأنه أن يحرج الجزائر، مع الدول والمنظمات الدولية أيا كانت طبيعتها، وذلك مراعاة لالتزامات الجزائر الدولية، كما حذرت الجزائر ضيوفها من استفزاز السلطات الليبية الجديدة، على اعتبار حرصها على استقرار علاقاتها مع دول الجوار. وذكرت الجزائر أفراد عائلة القذافي وخدمهم والبالغ عددهم 60 فردا، بأن استقبال الجزائر لهم كان تحت طائلة الدواعي الإنسانية، وهو التبرير الذي استندت عليه الجزائر في مراسلتها مجلس الأمن ومنظمة الأممالمتحدة، لتبرير إستقبالها وهو ذاته السبب الذي يجعل تصريحات كالتي أدلت بها عائشة القذافي مدعاة للإحراج بالنسبة للجزائر، وذهبت بعيدا الجزائر في إنذارها لأفراد عائلة القذافي عندما أكدت أنها ستمنع عنهم وسائل الاتصال، كما سترحلهم في حال أبدت أي دولة الرغبة في استقبالهم، وأكدت مصادرنا أن الوفد الذي دخل الجزائر ضمن قافلة عائشة القذافي في ال29 أوت لم يغادر منهم أي أحد، كما لم يبد أحدا منهم الرغبة في المغادرة.