تصوير: بلال زواوي انتفض، ليلة أول أمس، سكان حي العناصر، رويسو، بالجزائر العاصمة، على محلات بيع المشروبات الكحولية، حيث هاجم عشرات السكان محلا لبيع الخمور، يقع تحت إحدى عمارات شارع فرنان حنفي، حيث تم إتلاف وحرق جزء منه، أعقب ذلك تدخل مصالح الأمن التي اشتبكت مع المحتجين لساعات، أسفرت عن توقيف بعض المحتجين، فيما لم تسجل إصابات بين الطرفين. * وقد عاد الهدوء، أمس الخميس، إلى شوارع وأزقة حي العناصر، بعد ليلة من المواجهات بين السكان وقوات الأمن، التي مازلت متمركزة بمحيط الحي للحيلولة دون تجدد احتجاجات المواطنين ضد محلات بيع الخمور، بعد إقدام عشرات السكان على تخريب وحرق جزء من محل يقع على الطريق الوطني على مستوى شارع فرنان حنفي، والذي عاد إلى النشاط بعد نحو خمسة أشهر من التوقف، الأمر الذي اعتبره السكان تحديا، حسب ما أكده احد المواطنون ل"الشروق" مشيرا أن شرارة الأحداث اندلعت في حدود الساعة الثامنة ليلا، بعد تجدد المظاهر المسيئة للأخلاق العامة، من الوافدين على اقتناء الخمور، ومن بينهم نساء، حيث أصبح المكان مصدرا للرذيلة والإجرام، وتهديدا حقيقيا للسكان، خصوصا الأطفال والمراهقين. * إصرار السكان على حرق المحل بحسب تصريحات بعض المواطنين جاء بعد استفزاز صاحبه، الذي عاود النشاط من جديد، أمام صمت السلطات المحلية، التي التزمت بوقف نشاط هذه المحلات، إثر انتفاضة شهر ماي الماضي، غير أنها أخلت بذلك، لذلك يقول احد المواطنين عليها تحمل عواقب الأحداث، مؤكدا تسمك سكان فرنان حنفي والأحياء المجاورة بمطلب غلق هذه المحلات، أيا كانت المبررات، فيما قال أحد العقلاء "إن انتفاضة السكان عفوية، ولا علاقة لها بأي جهة" مؤكدا في السياق رفضهم استغلال الأحداث لأهداف وصفها بالمشبوهة، كما اتهم السلطات بالتواطؤ مع صاحب المحل، وعلى حساب حياء وحرمة الأسرة الجزائرية. * وبنبرة غلبت عليها الحسرة، قال المتحدث "إننا نرفع نداءنا ونناشد الجهات العليا بالتدخل لغلق هذه المحلات، لأنها تسببت في جرائم اعتداء، خصوصا ضد النساء، ناهيك عن انتشار المخدرات واستهلاكها بين المراهقين، والأطفال على وجه التحديد" محذرا في السياق ذاته من عواقب استمرار نشاط هذه المحلات. * وفي جولة ل"الشروق" بين شوراع وأزقة حي العناصر، لاحظت حالة من الهدوء يغلب عليه الترقب، وسط سيطرة كاملة لقوات الأمن بزييها الرسمي والمدني، فيما انتشرت قنينات الجعة "البيرة" بشكل لافت على طول شارع فرنان حنفي.