كشف ملف تحقق فيه محكمة الحراش منذ شهر ماي الماضي، عن وجود شبكة دولية تنطلق من فرنسا مختصة في تهريب الأدمغة والعقول المفكرة من الجزائر ودول المغرب نحو أوروبا بوثائق مزورة مسروقة من أشخاص في باريس ومرسيليا عن طريق عصابة محترفة يشتبه في مساعدتها على تهريب الجزائريين عن طريق الحرڤة لتوريطهم في أعمال مشبوهة هناك. * وانطلق التحقيق اثر القبض على جزائري المدعو (أمين) 37 سنة في مرسيليا من طرف شرطة الانتربول بعد أن أوقف شريكه وهو مغترب جزائري في فرنسا شهر ماي الماضي في مطار هواري بومدين وبحوزته جوازات سفر مزورة بالاضافة لجواز سفره الذي قدم به للجزائر من باريس. وأودع الموقوف رهن الحبس المؤقت، اين اعترف أن الجوازات التي كانت بحوزته عليها تأشيرات الدخول من الحدود الجزائرية المغربية، وتحمل تواريخ خاصة بنفس الأيام التي كان سيسافر بها شباب جاءت باسمهم جوازات السفر، حيث يتواجد أحدهم في حالة فرار. وأكد المغترب البالغ من العمر 26 سنة ينحدر من ولاية بالغرب الجزائري، أن التأشيرات المزورة تباع ب50 مليون سنتيم للراغبين في "الحرڤة" عبر الحدود المغربية الجزائرية ومن ثم إلى فرنسا ودول أوروبية، وقال إنه اتفق مسبقا مع أحد المتحصلين على شهادة عليا في التكنولوجيا درس بجامعة هواري بومدين على أن يحضر له الجواز من فرنسا مقابل توفير المبلغ اللازم له على أن يلتقيه في مقهى بالأبيار. وتبين من خلال الجوازات السفر التي تحمل تأشيرات مزورة أن زبائن المغترب هم كلهم من المتحصلين على شهادات جامعية عليا وهي الطريقة التي انتهجها مغترب آخر سبق توقيفه سنة 2010 في مطار هواري بومدين والذي كان يسعى لمساعدة أصحاب الشهادات على الحرڤة بينهم مهندس، كما سبق وأن تم توقيف شاب آخر بحوزته جواز سفر مزور به ختم شرطة الحدود المغربية وتاريخ الدخول والخروج ولم يتضح التزوير إلا بعد التحقيق فيه من طرف السلطات المغربية والتي أوفقت الجزائري وأعادته للجزائر بعد أن كان مسافرا لفرنسا، وقال أمام محكمة الحراش أن المدعو (أمين) يتصل عن طريق المغتربين بجزائريين ويبعث لهم جوازات سفر بتأشيرة مزورة وبأسماء مزورة وذلك مقابل مبلغ 5 آلاف أورو ويأتي بها شريكه الذي يسلمها في مقهى بحسين داي. ويسعى قاض بمحكمة الحراش للتحقيق في ملف 3 مهاجرين جزائريين ينتقلون من فرنسا إلى الجزائر لمساعدة بعض المتحصلين على الشهادات للحرڤة.