الرأس المدبر استعمل جواز سفر مسروق في اعتداء مسلح على مكتب بريد ب''مرسيليا'' في 2004 خلصت تحريات مصالح الأمن بالعاصمة، إلى الإطاحة بخمسة عناصر من مجموع ثمانية أشخاص، ينتمون إلى شبكة دولية كانت تنشط على مدار الثلاث سنوات الأخيرة، في تزوير وتهريب السيارات القديمة من إنجلترا نحو الجزائر، وفقا لخطة جد محكمة، بالتنسيق مع عدد من الأعوان على مستوى الدوائر الإدارية للعاصمة، حيث تم القبض على خمسة أفراد، في حين لايزال اثنان في حالة فرار بالتراب البريطاني، بعد تحديد هويتيهما. التحقيق في القضية انطلق مطلع السنة الجارية، إثر ورود معلومات من أحد المواطنين، مفادها أن مجموعة من المغتربين الجزائريينبإنجلترا يقومون بشراء سيارات قديمة في الخارج وتزوير وثائقها، مع تضخيم سنة دخولها حيز الاستعمال، على أساس أنها جديدة ومن مبيعات السنة الحالية، حتى يسمح لها بالدخول إلى تراب الوطن، خاصة بعد أن قرّرت الحكومة منع إعادة بيع السيارات المستعملة وإلغاء التسريح الخاص باستحضار المركبات التي لا تزيد مدة استعمالها عن ثلاث سنوات. واستنادا إلى هذه المعطيات المتوفرة، باشرت فصيلة الأبحاث عملا استعلاماتيا في العمق، قصد التأكد من مدى صحة المعلومة وجمع أكبر قدر من الأدلة لإدانة المتهمين، والذي انتهى بتحديد هوية جميع المتورطين في القضية وطبيعة المهام المسندة إلى كل واحد منهم، حيث اتضح أن ثلاثة مواطنين ممن يحملون الجنسية المزدوجة الجزائرية والبريطانية، احترفوا شراء عينة من المركبات النفعية والسياحية المستعملة في الخارج، ليتم إخضاعها لعملية تزوير جد دقيقة، بشكل يجعل وثائقها صحيحة ورسمية، ولا يمكن اكتشافها من قبل المصالح الجمركية على مستوى الموانئ. كما أن هذه العصابة وعلى خلاف باقي الشبكات المختصة في نفس المجال، ابتكرت طريقة حديثة لإبعاد كامل الشكوك وتفادي ترك أية أدلة تمكّن من الوصول إلى عناصرها عند مغادرتهم لأرض الوطن من جديد، وذلك من خلال تقديم جوازي سفر مختلفين عند الدخول والخروج، تجنبا لمساءلتهم عن مصير السيارة التي قدموا بها. وبعد إخضاع عناصر الشبكة للمراقبة اللصيقة، تم ترصد تحركات الرأس المدبر نالعصابة، الذي كان متواجدا في الجزائر في عملية جديدة، قبل إخطار الشرطة البريطانية عن طريق الأنتربول، لتحديد هوية باقي شركائه المتواجدين على ترابها، وتبادل المعلومات بين الجهتين، لتكشف تحريات هذه الأخيرة بناء على قاعدة بياناتها وبالتنسيق مع الشرطة الفرنسية، أن زعيم الشبكة يستعمل جواز سفر مسروق في اعتداء مسلح استهدف سنة 2004، مكتبا بريديا بأحد أحياء مدينة ''مرسيليا''، ليتم بناء على ذلك توقيف المعني، إلى جانب ثلاثة أعوان تابعين لعدد من الدوائر الإدارية بالعاصمة، والذين كانوا يتكفلون بإنشاء ملفات قاعدية مزورة للسيارات المهربة، وإزاحة كل العقبات الإدارية التي من شأنها أن تعرقل سيرها، وتوصلت التحريات إلى تحديد هوية الشركاء المتواجدين في حالة فرار بالتراب البريطاني، إلى جانب العنصر الأخير. في حين سمحت عملية توقيف الرأس المدبر وباقي المتورطين معه، باسترجاع جميع المركبات المهربة والمقدّر عددها بسبعة، أربع منها سيارات سياحية من نوع ''بيجو 406''، شاحنتين نفعيتين من نوع ''إيفيكو''، فضلا عن سيارة من نوع ''رونو ميڤان''، اثنان منها تم استعادتها من عين الدفلى وڤالمة، قبل أن يتم تقديم الموقوفين أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة سيدي امحمد، الذي وجّه لهم جرم تكوين جماعة أشرار، التهريب الدولي للمركبات، التزوير واستعمال الوثائق المزورة وسوء استغلال الوظيفة، مع تحرير شهادات تثبت وقائع غير صحيحة، قبل أن يأمر بإيداع 3 منهم الحبس المؤقت وإخضاع اثنين للرقابة القضائية.