إلى غاية السادس والعشرين من شهر ديسمبر ظلت قسنطينة بعيدة عن جرائم القتل، إذ لم يسجل بها إلا أربع حالات فقط على مدار السنة، ولكن ما حدث في حي الزيادية سهرة أول أمس هزّ المدينة بأسرها عندما أقدم تلميذ في المستوى النهائي على ارتكاب مذبحة في حق أهله، مستعملا خنجرا ذبح به والدته "ب.م" البالغة من العمر 52 سنة. وهي أستاذة رياضيات في متوسطة 11 ديسمبر بقسنطينة، ثم انهال طعنا على شقيقه الأكبر "عبد الناصر" البالغ من العمر 26 سنة وعندما فارق الشقيق الأكبر الحياة قام الجاني بقطع رأس أخيه وذراعه الأيسر مستعملا منشارا كهربائيا. الأب الذي هو أستاذ جامعي معروف، تلقى حوالي السادسة مساء من يوم الثلاثاء "وقت الجريمة" مكالمة هاتفية من إبنه الصغير قال له فيها "لقد قتلت أمي وأخي الأكبر وسأنتحر". المسكن مكان الجريمة شهد سهرة أول أمس تدخل مصالح الحماية المدنية، إاضافة إلى حضور الطبيب الشرعي ومصالح الأمن التي فتحت تحقيقا في أكبر جريمة وأبشعها تشهدها قسنطينة في السنوات الأخيرة، وحسب شهود عيان من جيران العائلة فإن الجاني وهو طالب في القسم النهائي لم يحصل على شهادة البكالوريا لثلاث سنوات متعددة مما جعله يصاب بحسرة ودخوله بين الحين والآخر في نوبات عصبية، خاصة أنه من عائلة مثقفة متكونة من أب "أستاذ جامعي" وأم "أستاذة متوسطة" وشقيق أكبر يحضر لرسالة ماجستير "المقتول" وشقيقة متزوجة حاصلة على ليسانس في اللغة الإنجليزية مما يعني أن العائلة لا تعاني من أي مشاكل مادية واجتماعية ماعدا فشل إبنها الصغير في بلوغ المستوى الجامعي مثل أبويه وأخويه الذين كانوا إلى غاية موعد الجريمة مضرب المثل في "العمارات الزرقاء" بحي الزيادية. ب. عيسى