تفاجأ المواطن سليمان قادة معاق حركيا، ويقيم بمدينة سيدي بلعباس، باسقباله من طرف رئيس الجمهورية شخصيا، يوم الأربعاء الثاني نوفمبر الجاري، بمكتبه، بعد اعتصام انتهى بترك رضيعه الذي لم يتجاوز الشهر أمام باب رئاسة الجمهورية. تعبيرا عن مأساة اجتماعية تجاوزت خمس سنوات، ضاعفتها بيروقراطية الإدارة، وعفنتها تلاعبات بعض الوزراء ومسوؤلين على المستويين المحلي والمركزي. * لم يصدق سليمان قادة معاق بنسبة تفوق 80 بالمئة، أنه سيدخل مقر الرئاسة، ويقابل رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، شخصيا، وبمكتبه لمدة خمس دقائق، مؤكدا في تصريح ل"الشروق"، أن المقابلة تمت بعد تلقيه عشية عودته إلى سيدي بلعباس اتصالا من مصالح الرئاسة، غير أنه لم يصدق ذلك بالنظر إلى وعود كثير من المسوؤلين، إلا أن حضوره يوم الأربعاء 2 نوفمبر الجاري إلى مقر الرئاسة، غير نظرته بحسب ما يقول، ويتأكد بعدها أن بينه وبين الرجل الأول في الجزائر مكتب خشبي فقط، في حين يضيف محدثنا، أن انتظاره لأكثر من خمس سنوات والمبيت في العراء، والتنقل بين إدارات الوزراء والمسولين من بلعباس إلى الجزائر العاصمة، وبرغم إعاقته، لم تشفع له حتى شرف مقابلة مير البلدية التي يقطنها. وأضاف قادة، أن مقابلته للرئيس بوتفليقة توجت بتعليمات صارمة للجهات المعنية، سواء في ولاية سيدي بلعباس أو العاصمة، بضرورة التكفل السريع بحاجاته، ومنها أن يستفيد قريبا بمحل من محلات الرئيس، كما أنه يترقب حصوله على سكن، إلى جانب تعليمات إلى مديرية النشاط الاجتماعي بولاية سيدي بلعباس، للتكفل بالجانب الاجتماعي، باعتباره معوقا ومقبلا على عملية جراحية معقدة. وعاد محدثنا لفصول ماساته، حيث أكد أنه يعيش برفقة زوجته وأبنائه الستة في خيمة عرضة للمتغيرات المناخية، وهذا منذ خمس سنوات، بعد أن طرد من سكنه بقرار قضائي، مضيفا أن إعاقته لم تثني من عزيمته في مواجهة بيراقراطية المسؤولين، وعلى كل المستويات، حيث تعرض في كثير من الأحيان للاهانة والاستهزاء، منها مدير الأمن بولاية سيدي بلعباس، الذي رد على طلبه بمقابلة الوالي بقوله: "واحد كيما أنت "مسخ" يشوف الوالي" فضلا على استهزاء أحد مسوؤلي وزارة التضامن الوطني الذي قال: "لا أحمل خاتم سليمان لأحل لك مشاكلك"، وإلى جانب عبارات الاستهزاء والإهانة التي تعرض لها في عديد المرات، فقد دفعت مأساة محدثنا إلى عدة محاولات انتحار. وخلص سليمان قادة إلى التنويه بجهود جمعية الأمل للأشخاص المعاقين حركيا لباب الوادي بالعاصمة، وكذا جريدة "الشروق" لوقوفهما ودعمها المعنوي لقضيته، معربا في السياق ذاته عن أمله في أن تجسد تعليمات رئيس الجمهورية، الذي بقى ملاذ المغبونين من أبناء هذا الوطن.