تعرض مراهق جزائري لاعتداء وصف بالعنصري رفقة زميل له في المدرسة من قبل مجموعة تتكون من حوالي 30 فردا بمدينة غلاسغو الاسكتلندية أدخل على إثرها المستشفى للعلاج في قسم العناية المركزة بعد تلقيه ضربات بالخنجر في الظهر أصابت رئتيه. وقع الاعتداء مساء يوم الخميس الماضي، عندما حاول شمس الدين ربيكة، 17 سنة، وزميله من أصل صومالي التدخل لإنقاذ حياة طفل أفغاني هاجمته المجموعة قرب ثانوية "درومتشابل"، حيث يدرس الشابين. وأفادت وسائل الإعلام الاسكتلندية بأن شمس الدين ربيكة وزميله كان يعتزمان ركوب حافلة للعودة إلى البيت بعد مغادرتهما الثانوية عندما شاهد الطفل الأفغاني وهو يتعرض للضرب في شارع "كينفونز درايف" حوالي الساعة 03.40 مساء. وكان الطفل الأفغاني ينزف دما وهو ساقط على الأرض بعد أن تلقى ضربة بالخنجر في الفخذ من العصابة، حسب الرواية التي نقلتها الصحف استنادا إلى شهود عيان والضحيتين. وعند محاولتها إنقاذ الطفل سارعت المجموعة للهجوم عليهما، اذ تلقى شمس الدين عدة ضربات بالخنجر في الظهر اخترقت إحدى الطعنات رئتيه، في حين جرح زميله الصومالي في اليد. ولازال إلى غاية نهار أمس، شمس الدين في قسم العناية المركزة، في حين غادر زميله الصومالي المستشفى يوم الحادث. أما الطفل الأفغاني، فقد خضع لعملية جراحية خفيفة في الفخذ وعاد الى أهله صباح الجمعة الماضي. وقد رفضت عائلتا الشابين الصومالي والأفغاني الإفصاح عن هويتهما خوفا من أن تتعرضا لاعتداءات عنصرية. ومنذ الاعتداء العنصري لم تلق الشرطة المحلية القبض، إلا على عضو واحد من العصابة. وقد تم تقديمه أول أمس الاثنين، إلى قاضي التحقيق الّّّذي أودعه الحبس الاحتياطي في انتظار استمرار البحث على العناصر الباقية لتسليمهم للعدالة. وحاولت الشرطة المحلية أن تفسر هذا الاعتداء على أنه إجرامي لا غير، لكن شهود عيان والضحايا أكدوا بأن المجموعة شتمتهم بألفاظ عنصرية ومسيئة للإسلام قبل أن تستعمل العنف، مما أثار استنكار الجاليات المسلمة، لاسيما أهل الضحية وكذا الجزائريين. وفي اتصال مع "الشروق" أكد العديد من الجزائريين المقيمين بغلاسغو بأنه تبين لهم بعد استفساراتهم من خلال الجمعيات بأن الجزائري شمس الدين وزميله كانا ضحية لهجوم عنصري، إذ أن أعضاء العصابة كانوا مسلحين وأتوا ملثمين لاقتراف إجرامهم في منطقة معروفة بتواجد العديد من طالبي اللجوء من أصول مسلمة. واعتبر أحدهم أن "الاعتداء كان مقصودا ومن المدهش أن يطال طلابا في مدرسة نالت جائزة أحسن مؤسسة تعليمية في مجال إدماج أبناء اللاجئين مع أبناء السكان المحليين وإرساء تقارب بينهم". أما أوسامة ربيكة شقيق شمس الدين الأكبر، فقد صرح بأن "الاعتداء كان عنصريا، لأنه استهدف شبابا من المسلمين في حي يقع على مقربة من الأحياء الساخنة المعروفة بالتصرفات العنصرية مثل حي"سكوتس". هذا وقد أثار الاعتداء سخط الجالية الجزائرية والمنظمات الانسانية وحتى الاسكتلنديين الرافضين لمثل هذه التصرفات، كما تبين من ردود الأفعال التي نقلتها الصحف المحلية. وعليه اعتبرت روبينة قريشي مديرة جمعية دعم اللاجئين بأن "الأجواء التي تشهدها بريطانيا، لاسيما إزاء المسلمين والإسلام أدت الى ظهور مثل هذه الاعتداءات، محملة المسؤولية الى سياسة حكومة توني بلير والصحافة المساندة لها التي لم تفوت أية فرصة لكب الزيت على النار. كما دقت الجمعية ناقوس الخطر لتنامي ظاهرة الاعتداءات العنصرية في اسكتلندا لاسيما ضد المسلمين مند تفجيرات 7 جويلية 2005 بلندن. للعلم، فقد عرفت اسكتلندا تدفق، منذ 1998 سنة، أكثر من 000،10 لاجئ من جميع الجنسيات من بينهم 980 جزائري موزعين أساسا على مدينتي ايدنبرغ وغلاسغو، في حين يقدر عدد الجزائريين في البلاد بحوالي 5400 فرد. كمال منصاري