مشير المصري حماس باركت الثورات العربية لكنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية نفى مشير المصري، الناطق باسم كتلة حماس البرلمانية في هذا الحوار الذي جمعه بالشروق، أن تكون حركة حماس "صمتت" تجاه الأحداث في سوريا لاعتبارات مصلحية، عكس ما فعلته تجاه ثورات مصر، تونس، ليبيا، وقال إن حماس لم ولن تتدخل في شؤون أي دولة، لكنها باركت ثورات الشعوب العربية، كما نفى انتقال قيادات حماس من سوريا بسبب الأحداث التي تشهدها هذه الأخيرة. * في أي إطار تأتي زيارتكم هذه المرة للجزائر؟ * جئنا بدعوة من حركة مجتمع السلم للمشاركة في الأنشطة التي تقام عن القدسوفلسطين تحت شعار "يا قدس إنا باقون" في ولاية وادي سوف، التي تحتضن الفعاليات الرسمية للتظاهرة، ونحن نزور الجزائر دوما لشعورنا بقرب الثقافة الثورية بين الشعبين ولإدراك الجزائريين كشعب تعرض للاحتلال لأكثر من 130 سنة، معاناة الشعب الفلسطيني المحتل، وكذا دعمه الكبير لنا، ونقول له نحن على خطى الجزائر في تقديم المزيد من الأسرى والشهداء حتى تحرير فلسطين، ولا خيار بديل عن الجهاد والمقاومة. * * تابع الكثيرون مشروع المصالحة بين فتح وحماس، لكن الكل يتساءل اليوم ما مصيرها في ظل التطورات الراهنة في الوطن العربي؟ * لا شك أن موضوع المصالحة يشغل بال كل مراقب عربي ومتابع لواقع القضية الفلسطينية ومهتم بوحدة الشعب الفلسطيني، وأؤكد هنا أن حركة حماس تتطلع لتحقيقها، وبذلت الكثير في هذا الاتجاه، لكن فتح لما قامت بطلب العضوية لمجلس الأمن، الأمر الذي أرجأ تنفيذ المصالحة، وعقد لقاء مؤخرا بين رئيس المكتب السياسي لحماس السيد خالد مشعل، والرئيس محمود عباس، وكان لقاء ايجابيا تم فيه وضع تواريخ محددة لترجمة تفاصيل دخول المصالحة أرض الواقع، وكان من الأمور التي تم الاتفاق عليها ضرورة تهيئة الأجواء أمام المصالحة من خلال الإفراج عن المعتقلين السياسيين في الضفة، لكن للأسف أنه لهذه اللحظة لم نر جدية واضحة من قبل الإخوة في فتح، ومازلنا نشعر بالتباطؤ والتلكؤ في تنفيذ المصالحة، إذ لا يعقل أن نسمع كلاما ايجابيا في الإعلام وتُمد يد المصالحة، بينما على أرض الواقع تمدد الاعتقالات وتُعتبر حماس حركة محظورة، وتعتقل أبناءها تنسيقا مع العدوان الصهيوني لفك مشروع المصالحة.. نحن في انتظار القيام بالمصالحة للقيام بأمور أخرى، لكن زادت وتيرة الاعتقال من قبل فتح لأبناء حماس، وواضح أن الشق الأمني في فتح لا يرغب في المصالحة، ويسعى لإفشال نية بعض قيادات فتح نحو المصالحة الوطنية، ومن المتوقع أن يعقد في نهاية الشهر لقاء الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية بشأن إعادة هيكلة وبناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس سياسية جديدة، كما تم الاتفاق على انتخابات في شهر ماي المقبل لتهيئة الأجواء، لكن اعتبار حماس حركة محظورة يتناقض مع نية المصالحة من قبل فتح، وهذا يعرقل إمكانية إجراء انتخابات. * * لاحظ المتتبع لمواقف حكومة حماس خلال "الثورات العربية" موقفا داعما لها بدءا من تونس ومرورا إلى مصر، ليبيا، لكن لم نشاهد موقفا مماثلا تجاه سوريا، ألا تعتبر حماس ما يحدث في سوريا ثورة؟ * دعيني أؤكد على مبدأ استراتيجي سلكته حماس مع مبدأ الثورات العربية، وهو أن حركة حماس معنية بأن تكون حاضنة للمقاومة من أجل تحرير فلسطين والجهاد والمقاومة، وقررت منذ اللحظة الأولى عدم التدخل في الشأن الداخلي لأي دولة أخرى، وهذا بالتأكيد انسحب على موضوع الثورات، فحماس لم تتدخل في أي ثورة عربية، ولم تفصح عن موقفها، إيمانا منها بأن هذا شأن داخلي، والشعب هو من يقرر ذلك، لكنها باركت خيار الشعوب بشكل عام، ففي تونس أو ليبيا أو مصر، باركت ثورة الشعب بعد انتصارها، لكنها لم تتخذ أبدا موقفا منها قبل ذلك،..نحن مع خيار الشعوب، وبالتالي موقفنا مما يحدث في سوريا ليس تغييرا لمواقفنا أو مبادئنا، بل هو خيار الحركة من قبل، وعبرت عن موقف متوازن، حين وضعت النقاط على الحروف، وقالت إنه لا شك أن النظام السوري دعم المقاومة، لكن الحركة تساند مطالب الشعوب وفقا للطرق السلمية، وكانت هذه سياسة متوازنة سلكتها عبر عقود. * * نقلت صحف أردنية مؤخرا عن تراجع الأردن في قضية استقبال خالد مشعل بعمان، لماذا؟ * حركة حماس منفتحة على كل الدول عدا الكيان الصهيوني، ونحن معنيون على إعادة العلاقة مع المملكة الأردنية الهاشمية، خاصة بعد الربيع العربي الذي أعاد نسيج المجتمع العربي، ليس هناك أي حدث عن إلغائها، والترتيبات جارية في هذا الإطار، ونحن معنيون لإعادة المياه إلى مجاريها. * * دار حديث منذ أشهر ومنذ انطلاق الأحداث الحالية في سوريا، عن انتقال قيادات حماس المقيمين على التراب السوري إلى دول عربية أخرى، ما صحة هذه المعلومات، ثم ما هي الدول التي ستحتضنهم؟ * لغاية اليوم، قيادات حركة حماس داخل سوريا، وما وقع من تنقلات وفق الإطار الطبيعي لنشاطاتهم خارج دولة سوريا، فبعد الثورات العربية والتطورات الحاصلة في المنطقة هناك انفتاح الحركة على مختلف الدول، خاصة دول الطوق.. قيادات حماس لازالت في سوريا لهذه اللحظة، ولا يوجد حديث حاليا عن انتقالهم منها. * * * تصوير: جعفر سعادة