قال وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بوعبد الله غلام الله، إنه يرفض تشكيل ثقافة وطنية دينية "موزاييك" في الجزائر قائمة على اختلاط الأفكار الوافدة من هذا البلد أو ذاك، معبّرا عن رؤيته لدور الزوايا في المجتمع، كما أفتى ب "عدم جواز إقحام الزوايا في اللعبة السياسية"، دون أن يفسّر كيف تدعّم الزوايا برنامج الرئيس بوتفليقة حول المصالحة. وفي الندوة الصحفية الني نشّطها الوزير ليلة الخميس إلى الجمعة بجامعة الأغواط، تهرّب غلام الله من الأسئلة المحرجة المتعلقة بما يجري في الملتقى الدولي للإخوان التيجانيين، من ذلك مثلا موقفه من مقاطعة الوفد المغربي للملتقى، حيث لم يجد الوزير سوى القول إنه "يحكم بالظاهر على ما اعتذر به المغاربة من كون الملتقى تزامن مع برنامج مكثف لدى الوفد خارج بلادهم". وبشأن الصراع القائم بين القائمين على الزوايا، إعترف غلام الله بوجود هذا الصراع حتى في الزاوية التي يشرف عليها هو شخصيا، لكنه أوضح أن "المطلوب في مثل هذه الحالات ألا يعيق الصراع عمل الزاوية وألا يخرج للعلن". وعن سؤال يخصّ ما إذا كانت الوزارة ستعين الطريقة التيجانية على إنشاء معهد عالي بعين ماضي، أبدى الوزير دعمه للفكرة من باب تمنّي حصولها. أما في ملف تسيير المساجد والحساسيات التي طفت على السطح بين مختلف التيارات الدينية، فقد توعّد الوزير غلام الله بتوقيف كل إمام يسعى للفرقة والشقِّاق، نافيا أن تسأل الوزارة عن التيار الذي ينتمي إليه الإمام عندما يطلب التوظيف، لكنه شدّد على أن المطلوب من الإمام هو القيام بالواجبات المنوطة به مهما كان توجّهه، ووجّه الوزير كلاما جاء في السياق لمن يسمون بتيار السلفية العلمية قائلا لهم "بيننا وبين مجتمع المدينة 14 قرنا و4000 كلم"، في إشارة إلى المملكة السعودية!! وتعاطى الوزير مع الشأن الدولي، خصوصا الإفريقي منه، فقال إن "التيجانيين كان بإمكانهم القيام بدور لإصلاح ذات البين في دارفور بالسودان لولا النوايا السيئة لمن يتربّصون بالسودان ويريدون تفجيره"، معطيا رأيه في اغتيال وزير الصناعة اللبناني بيار الجميل، مستبعدا أن تكون سوريا وراء الاغتيال لأنه لا مصلحة لديها في مثل هذا العمل في حق بلد محكوم عليها بالتعايش معه. رمضان ب/ ع بن حرز الله