دق أطبقاء مختصون شاركوا في الأيام الطبية الجراحية الأولى بتيبازة، ناقوس الخطر جراء الانتشار المحسوس لمرض داء المثانة وسرطان البروستات الذي يعانيه أغلب الرجال بصمت، لكونه لايزال من الأمراض »الطابو« الذي تخدش الرجولة والحياء ليومنا هذا، كما هو الشأن لمرض نزيف المرأة الحامل المهدد لصحة الأم ولحياة الجنين بسبب غياب المراقبة الطبية طيلة فترة الحمل. فحسب الدكتور أوشان من مستشفى حجوط بتيبازة، فقد استقبل المستشفى عينات عديدة من بينها حالتان أجريت لهما عمليات ناجحة تكلف كل واحدة 10 ملايين سنتيم، فيما يصاب الخمس (1/5) بنزيف حاد، كما أن غلبهم لا يكشفون مبكرا ويحملون آلامهم بصمت خوفا على رجولتهم وحياء من المجتمع والأسرة القريبة، بالإضافة إلى الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة. ويضيف الدكتور أوشان في تصريحه للشروق، أن الحالات العمرية هي من 45 إلى 50 سنة وهي المدة التي تتطلب إجراء كشوفات مبكرة لتفادي تحول المرض إلى سرطان وهو ما يجعل العلاج مرتفعا أكثر ونسبة الشفاء قليلة. وهذا الأمر حسب المختص أوشان يصطدم بقلة الوسائل خاصة الجراحة بالمنظار التي قطعت فيه دول أشواطا كبرى خاصة في جراحة المثانة. وفي سياق النقاشات الحادة التي طرحها الأطباء المشاركون في ملتقى تيبازة للجراحة، أكد بعض المختصين من مستشفى حجوط أن عددا كبيرا من نساء الجهات النائية والريفية يعانين من انتشار كبير لسرطان الثدي وعنق الرحم، كما أن انعدام الثقافة الوقائية والفقر جعل الكشف المبكر منعدما في أغلب الحالات إلى مرحلة الوضع الخطير أو الحالة الكارثية مثلما أكد الدكتور أوشان، مما يجعل الجراحة عاجزة عن العلاج. محاضرات عديدة قدمت خلال الأيام الطبية الجراحية التي نظمها القطاع الصحي لتيبازة، نهاية الأسبوع المنصرم، تناولت عدة أمراض منها: داء التهاب الشعب، السكري، الربو والتهاب المعي الغليظ والنزيف الدموي عند المرأة الحامل الذي يعرف انتشارا خاصة في الأوساط الاجتماعية الفقيرة والنائية مثلما أكد للشروق الدكتور المختص بن الطاهر من مستشفى حجوط الذي يستقبل سنويا 3 آلاف ولادة بمعدل 6 ولادات يوميا. وقد أشار المختص في أمراض النساء أن عددا كبيرا من الحوامل لا يزرن الطبيب للمراقبة أثناء الحمل إلا مرة إلى مرتين، فيما لايزال منهن منذ لا يزرن الطبيب إلا للولادة ودون إجراء كشف بجهاز الإيكوغرافي وهذا لأسباب اجتماعية ومادية، مما يجعلهن في مواجهة النزيف وفقر الدم (الأنيميا) بسبب سوء التغذية وغيرها من الأخطار المحدقة بالجنين وبصحة الأم. فاطمة رحماني