لم تترك الأسرة التجانية بعين ماضي فرصة الذكرى الأولى لرحيل الشيخ عبد الجبار التجاني الخليفة العام الأسبق للطريقة التجانية الذي وافته المنية في السابع والعشرين نوفمبر من العام الماضي عن عمر ناهز الخامسة والثمانين بعد أن قضى 14 عاما خليفة عاما للطريقة التجانية وأحيت ذكراه بالمسجد الذي يسمى الآن باسمه بحضور السلطات المحلية وجمع من المريدين والأتباع. وفي ذلك عدّد المتدخلون مناقب الرجل وخصاله الحميدة بوصفه رجل ألفة ومحبة وسلام وإحسان، هدفه الأسمى على الدوام نبذ العنق وإصلاح ذات البين ولمّ الشمل فيما بين جميع الناس . ومن مآثر الفقيد دعوته المتجددة إلى دعم الأشقاء العرب والمسلمين في كل مكان. ومما يعرف عنه إدراكه الجيد للدور الكبير للتيجانية في الوقوف حائلا أمام عودة إسرائيل إلى إفريقيا، اعتبارا بأن الطريقة التجانية وبفضل علمائها وتموقعها الجيد في سلطة القرار السياسي والإداري في عدد من البلدان الإفريقية لعبت دورا بارزا وأساسيا في غلق كل السفارات اليهودية في إفريقيا مع فتح سفارات فلسطينية بدلها، وما زالت تقف كذلك إلى الآن سدا منيعا حائلا دون عودة إسرائيل إلى إفريقيا على وجه الخصوص، والأشقاء في فلسطين يدركون ذلك جيدا. وتواصل التجانية محاربة المد المسيحي النصراني الهادف إلى العودة إلى الوثنية الأولى، إلى جانب غلق كل أبواب القارة الإفريقية في وجه اليهود، في الوقت الذي لم تقف فيه الزاوية التجانية ملاحظا لما يجري في السودان التي تعدّ أحد معاقل الطريقة، حيث أن الفقيد وقبل حوالي عام تقريبا عن وفاته كان قد أرسل ابنه محمد الغريسي التجاني إلى الخرطوم أين قام آنذاك بتفقد أحوال الأحباب والأتباع ومختلف صروح التجانية الموجودة هناك، تلبية لدعوة الرئيس السوداني، أملا في الاستفادة من مساعدة أحفاد الولي الصالح لإطفاء نار الفتنة في دارفور، سيما وأن التجانيين في السودان الشقيق يدينون بالولاء الروحي التام للخليفة العام للطريقة ولأحفاد التجانية عموما، ويعتبرون مدينة عين ماضي بالأغواط مدينة العتبات المقدّسة التي ينبغي أن تشدّ إليها رحالهم دوريا. وبعون الله تم آنذاك الامتثال لنداء المغفور له بإذن الله الموجه لحوالي 10 ملايين تجاني في السودان. ولم يقتصر نشاط الخليفة العام الأسبق على إفريقيا ودافور والوقوف حائلا أمام عودة اليهود بل تعداها إلى مبادرات وأنشطة أخرى يصعب حصرها. الشريف داودي