ينظم المغرب بين 27 و30 جوان الجاري ملتقى لأصحاب الطريقة التجانية في رد فعل مباشر على الملتقى الأول للإخوان التجانيين الذي نظمته الجزائر شهر نوفمبر من السنة الماضية بعين ماضي بالاغواط، وأثار وقتها حفيظة المغرب الذي اعتبر المسألة من حقه، بينما "فصل التجانيون الذين شاركوا من مختلف دول العالم في جنسية الطريقة التجانية التي لا ينافس الجزائر فيها أحد" حسب ممثل وزارة الشؤون الدينية. وبحسب ما أوردته وكالة الأنباء المغربية فإن الملتقى سيكون في مدينة فاس المغربية يحضره منتسبون للطريقة ينتمون إلى أربعين دولة، ما يعني أنه نسخة منقولة عن الملتقى الذي أشرفت على تنظيمه وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بعين ماضي نهاية السنة الماضية، ورغم أن التجانيين المشاركين من مختلف دول العالم أقروا "بجزائرية" الطريقة التجانية من حيث المنشأ والموطن إلا أن المغاربة يريد تحويل هذه الحقيقة بنسب الطريقة لمدينة فاس المغربية أين يوجد مرقد مؤسس الطريقة سيدي أحمد التجاني، الذي يعود أصله لمدينة عين ماضي بالأغواط. ويتضمن برنامج ملتقى فاس عدة محاور تتركز بالخصوص حول مواضيع " شخصية العارف بالله الشيخ " و " الطريقة التجانية : الخصائص والمميزات " و " الدور الاجتماعي والاقتصادي للطريقة التجانية بأفريقيا " و " دور الطريقة التجانية في تمتين الروابط بين المغرب ودول جنوب الصحراء" و " الطريقة التجانية ودورها في نشر ثقافة السلام " على أن تختتم هذه التظاهرة بأمسية للسماع والمديح النبوي. وبحسب ما أكده لنا مستشار وزير الشؤون الدينية المكلف بالاتصال عبد الله طمين "لا ننظر للأمر من زاوية المنافسة بيننا وبين المغرب ، إنما مكنا التجانيين من اللقاء بطلب منهم، وكان ذلك على أساس البرامج الثقافية والعلمية الفكرية دون خلفية سياسية ولا رسالة من هذا القبيل"، مؤكدا ان وزارة الشؤون الدينية لم تتلق دعوة من رسمية من المغرب للمشاركة والأمر لا يعدو كونه نشاط فكري لم يحمل أي رسالة غير رسالة التعاون بين الإخوان التيجانيين لترقية فكر الطريقة. غنية قمراوي:[email protected] المتحدث باسم الطريقة يلمح إلى عدم المشاركة والملتقيات لن تغير الأصول الجزائرية للطريقة التجانية لمح سيدي محمد الحبيب المتحدث باسم الخليفة العام للطريقة التجانية بعين ماضي إلى عدم المشاركة في ملتقى أحباب التجانيين المزمع تنظيمه في الفترة الممتدة من 27 إلى 29 من الشهر الجاري بالمغرب الأقصى، في إشارة ضمنية إلى عدم تقبل الأمر من أساسه، إلى جانب عدم تلقي الخلافة أية دعوة رسمية من قبل المنظمين، حيث أن الدعوة كما قال لنا وصلته عبر الهاتف من قبل مقدم الطريقة التجانية لا غير، وأما عن موقف الخليفة العام للطريقة التجانية فاكتفى بالقول أن الملتقى المذكور تشرف عليه الحكومة المغربية على غرار ملتقى الإخوان التجانيين الذي أقيم بالجزائر تحت إشراف وزارة الشؤون الدينية التي لم يلب التجانيون المغاربة دعوتها. وعلى النقيض لبى التجانيون المغاربة دعوة الخليفة العام وحضور احتفالات المولد النبوي الشريف المرة الأخيرة، وبذلك فالصراع كما لمح إلى ذلك موجود فقط بين الحكام، وأما التجانيون فهم إخوة عبر مشارق الأرض ومغاربها، والحقيقة التي لا مناص منها يقول سيدي محمد الحبيب نجل الخليفة العام سيدي أمحمد بن محمود، أن مؤسس الطريقة التجانية هو جزائري الأصول أبا عن جد ولن تغير مثل هذه الملتقيات أي شيء لا في المكان ولا في الزمان، في حين أكد نجل الخليفة أن غيابهم عن الملتقى وفي كل الأحوال لن يغير شيئا وموقف المغاربة السلبي من ملتقانا سيكون حجة عليهم. الشريف داودي