مازالت قضية حقن 12 مولودا خطأ بلقاح ال (دي. تي) المخصص للبالغين بالمركز الصحي التابع لبلدية عزيز جنوبالمدية، تثير جملة من ردود الفعل المتباينة في الأوساط الصحية والدوائر المسؤولة وأهالي عزيز، ففي الوقت الذي يصر فيه أولياء هؤلاء الأطفال على ضرورة فتح تحقيق معمق وجاد فيما حدث لأبنائهم وترتيب الإجراءات اللازمة لحمايتهم من أي أخطار أو تداعيات محتملة. كشفت مديرية الصحة في تقريرها المرفوع إلى والي الولاية بأن الخطأ الواقع لا يشكل تهديدا لصحة الملقحين ولا يمكنه أن يجعلهم في دائرة الخطر، إلا أن بعض العارفين بشؤون التلقيح قد كشفوا ل"الشروق اليورمي" أن ما حدث بالمركز الصحي لبلدية عزيز يجب أن يتناول في إطار الأخطاء الطبية الواجب متابعتها بدقة لتطويق أية آثار تهدد في النهاية صحة من تعرض لها وذلك كون لقاح ال (دي.تي) في نوعه المعروف بال (دي.تي.سي.تي) موجه لتلقيح حديثي الولادة الذين تتراوح أعمارهم بين 03 أشهر و18 شهرا ضد الأمراض الخطيرة الممثلة في الشلل والخناق والكزاز والحصبة والسعال الديكي. أما نوع ال (دي.تي) المعروف بال (دي.تي.سي.تي) والذي حقن به هؤلاء الأطفال، فهو لقاح تذكيري ضد أمراض الشلل والخناق والكزاز والحصبة وموجه للمراحل العمرية (06 سنوات و11 سنة و18سنة) وخاص بأولئك الذين سبق لهم أن استفادوا من لقاح ال (دي.تي.سي.تي)، وهو أمر يطرح - حسبهم - إشكالية تفاعل أجسام هؤلاء الأطفال مع الأجسام المضادة التي يحملها اللقاح بكميته ونوعيته المختلفة بين نوعي ال (دي.تي) إن أعيد حقنهم بلقاح ال (دي.تي.سي.تي)، بالإضافة إلى إشكالية عدم حماية لقاح ال (دي.تي.سي.تي) لهؤلاء الأطفال من مرض السعال الديكي الذي يعتبر مناخ المدية بؤرة من بؤره، ليبقى مصير هؤلاء الأطفال معلقا بحبال الغيب التي لن يزيل مخاوفها عن ذويهم إلا تحقيقات خبراء، يفضلون أن يكونوا من معهد باستور ومن أهل التخصص. الجدير بالذكر أن حادثة المركز الصحي بعزيز والتي حدثت منذ أيام قد أعادت الحديث إلى الشارع المدايني عن الأخطاء الطبية وعن ضرورة وضع آليات صارمة لمواجهتها أو الحد منها على الأقل، في ظل غياب هيئات مدنية متخصصة في هذا الشأن. م. سليماني