كشف مسؤولون عسكريون أمريكيون ان تنظيم "القاعدة في العراق"، قد هرب ملايين الدولارات الى الجزائر ودول عربية أخرى بسبب الخناق الذي فرضته عليها القوات الامريكية والجماعات الاسلامية المقاومة المعادية له. وقال الجنيرال مارك هيرتلينغ، قائد قوات التحالف في شمال العراق، أول أمس، أن عديدا من قياديي وعناصر "القاعدة في بلاد الرافدين" قد فروا ومعهم ملايين من الدولارات عقب العمليات العسكرية التي شنتها منذ الاسابيع الماضية القوات الامريكية ولجان الصحوة بدءا من محافظة الانبار والمدن المحيطة بالعاصمة بغداد.وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون، أن قياديي "القاعدة" فروا بأموال طائلة قدرتها المخابرات الامريكية بأكثر من 17 مليون دولار، وهو المبلغ الذي تم تقديره بناء على ما جردته ملفات الشرطة العراقية الخاصة بالفديات التي دفعت للقاعدة مقابل إطلاق سراح المخطوفين والضريبة الحربية التي سلطتها على العشائر والتجار. وكشف المسؤول الامريكي، انه بناء على تقارير الشرطة العراقية فإن تنظيم "القاعدة" يكون قد جمع ما لا يقل عن 6 ملايين دولار سنة 2007 بفضل هذه العمليات الابتزازية.وقال الجينرال هيرتلينغ إن كثيرا من قياديي وعناصر "القاعدة" قد غادروا العراق ومعهم أموال طائلة "ما أضعف من قدرات التنظيم اللوجيستي والقتالي".وأوضح المسؤول الامريكي أن الثروة التي رصدتها "القاعدة" ستوجه لتمويل الخلايا التي تنوي إنشاءها خاصة في سبع دول عربية على رأسها الجزائر، حيث يتواجد تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي"، وأضاف المسؤول العسكري ان تقارير استخباراتية تشير الى توجه عديد من أمراء "القاعدة" الى كل من الجزائر وسوريا والسعودية وقطر، في الوقت الذي فر عديد من المقاتلين الاجانب من العراق عن طريق سوريا بعد أن كانوا ينشطون في محافظات صلاح الدين، نينيف وديالي فضلا عن مدينة الموصل. وأضاف المسؤول العسكري، أن القوات الامريكية قد طلبت من الحكومة الامريكية التحقق مع بنوك عربية وعالمية بشأن حركة الاموال خلال الاشهر الاخيرة، وذلك طبقا لقانون الاممالمتحدة الخاص بتجميد أموال المنظمات الارهابية.ويقول الجنرال هارتلينغ، إنه رفع يوم 11 فيفري الماضي تقريرا مفصلا للبنتاغون يتضمن معلومات استخباراتية حول وضعية تنظيم "القاعدة" في شمال العراق، مشيرا الى ان أساليب "القاعدة" لاسيما الاختطافات والقتل العشوائي للمدنيين قد اثارت تجاهه غضب وعداء مجموعات المقاومة الاسلامية الاخرى في العراق.ولمنع وصول الاموال الى الدول التي قصدها أمراء وعناصر "القاعدة"، قال العسكري الامريكي، ان الولاياتالمتحدة أبغلت سبع دول يحتمل ان يمر بها او يصل إليها عناصر "القاعدة" وهي مصر، الاردن، اليمن، السعودية، تركيا، قطر، الجزائر، تونس وليبيا. المسؤول العسكري الامريكي، أكد أن الاموال التي جمعتها "القاعدة" بفضل فدية الاختطافات وعمليات الابتزاز التي قامت بها منذ سنة 2003، يتوقع أن الاموال تخصص لتجنيد عناصر في الدول عربية أولها الجزائر التي تشهد أكثر من أي دولة عربية أخرى - فيما عدا العراق- نشاطا مكثفا للقاعدة.