أعلنت السلطات العراقية أمس الثلاثاء, مقتل زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبو أيوب المصري, حيث أوردت محطة التلفزيون الرسمي في خبر عاجل مقتل المصري خلال اشتباكات بين تنظيمات القاعدة شمال بغداد, في منطقة النباعي في التاجي, فيما لم يؤكد الجيش الأمريكي هذه المعلومات. وقال مدير مركز القيادة الوطنية في وزارة الداخلية العميد عبد الكريم خلف أن المصادمات جرت في منطقة التاجي -40 كلم شمال بغداد- بين تنظيمات القاعدة بسبب وجود خلافات انشقاقات, حيث تطور هذا الخلاف إلى مشادات مسلحة, أين تم تصفية أبو أيوب نتيجة الاشتباكات المسلحة التي دارت فيما بينهم, وأضاف" وفقا للمعلومات التي لدينا، لم تتدخل العشائر ولا قواتنا الأمنية، وكان خلاف بينهم (تنظيم القاعدة) فقاموا بنصب كمين له مع مجموعة من أتباعه على جسر في منطقة النباعي فحدثت مصادمة, أين قتل أبو أيوب, ومصادر وزارة الداخلية شهدت مقتله", وقال نعتقد أن مستوى الخلاف الذي حدث بينهم هو تطور مهم يساعد كثيرا على تفكيك هذا التنظيم. من جهته، أكد الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ أن "اشتباكات وقعت عند الساعة الحادية عشرة صباحا (0700 تغ) على جسر في منطقة النباعي، وبموجب معلومات استخباراتية تلقتها وزارة الداخلية أكدت وجود أبو أيوب المصري المعروف بابو أيوب المهاجر بين القتلى", وأشار الدباغ إلى أن "جثة المصري ليست بأيدي قوات الأمن العراقية" مضيفا أن "محاولات تجريها الآن قوات جوية للبحث عن الجثة", وأضاف "هذه المعلومات ممكن أن تؤكد عن طريق فحص الحامض النووي للجثة بعد العثور عليها". أما قوات التحالف وعلى لسان متحدث باسم الجيش الأمريكي لم تؤكد هذا الخبر, حيث قال الناطق باسم الجيش الكولونيل كريستوفر غارفر "أرجو أن يكون ذلك صحيحا ولكننا نريد أن نتأكد تماما من صحة هذه المعلومات", مع العلم أنه قد أعلن موت أبو أيوب المصري مرتين في السابق, مرة في أكتوبر 2006 , وأخرى في فيفري 2007 , قبل أن ينفي الجيش الأمريكي والسلطات العراقية ذلك, مما دفع الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى الإعلان في جويلية الماضي أنها خصصت مكافأة بقيمة خمسة ملايين دولار مقابل اعتقال أبو أيوب المصري. يأتي الإعلان عن مقتل أبو أيوب المصري فيما بلغت الأزمة المستعصية بين ائتلاف يضم مجموعات سنية منضوية تحت راية تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين وفصائل "مقاومة" تحمل طابعا محليا, منعطفا خطرا, وكان أبو عمر البغدادي زعيم التحالف الذي يطلق على نفسه اسم "دولة العراق الإسلامية" دعا "جيش أنصار السنة" و"جيش المجاهدين" و"الجيش الإسلامي" و"كتائب ثورة العشرين" إلى عدم سفك الدماء وقال أن "دمي دون دمائكم وعرضي دون عرضكم", وحض على عدم الاقتتال في شريط صوتي بث في 17 افريل على الانترنت, ردا على عمليات القتل التي تعرض لها أنصاره, إلى جانب مطالبة "الجيش الإسلامي" في السادس من الشهر الماضي أسامة بن لادن بالتدخل لوقف ممارسات تنظيم القاعدة المتهم باغتيال "أكثر من ثلاثين" من عناصره. للإشارة فقد بدأت المواجهات بين "الدولة الإسلامية في العراق" وفصائل "الجيش الإسلامي" و"كتائب ثورة العشرين" في محافظة الانبار أواخر الصيف الماضي قبل إن تمتد إلى المناطق المحيطة بالفلوجة قبل شهرين, وسط الانقسامات التي تسود مواقف العشائر بين موالية لإمارة الانبار في "الدولة الإسلامية" ومعارضة لها. يذكر أن تحالفا يضم عددا من عشائر العرب السنة يطلق على نفسه "مجلس إنقاذ الانبار" يحارب بدعم من الحكومة العراقية تنظيم القاعدة في المحافظة التي تعتبر احد معاقل التنظيم الرئيسية. حسين زبيري/ أف ب