أفادت مصادر متطابقة أن عديدا من الجزائريين الذين انتقلوا إلى العراق لمحاربة القوات الأمريكية هم أفراد ميسورو الحال منهم من كان من التجار الكبار، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر أخرى أن الجماعات العراقية المقاتلة للاحتلال قررت رفض إسناد مهمة قيادة السرايا والمجموعات إلى الجزائريين. وأكدت ذات المصادر أمس، ان مجموعة كبيرة من الشباب تقطن العاصمة، لاسيما دائرة براقي، قد تنقلت للقتال في العراق من بينهما شقيقان معروفان بانتمائهما إلى عائلة ثرية، فضلا عن عشرات الجزائريين الذين تنقلوا للقتال في العراق منذ غزوه سنة 2003. وقد تنقل كثير منهم من مدن الشلف والمسيلة وقسنطينة ومن الأغواط والوادي مرورا برا بتونس أو مباشرة الى سوريا. وأوضحت ذات المصادر أن أحد الشقيقين قتل مؤخرا في إحدى العمليات ضد القوات الأمريكية شمال العاصمة العراقية بغداد، في حين ألقي القبض على الثاني بعد مداهمات قامت بها القوات المشتركة الأمريكية والعراقية قرب مدينة الموصل شمال العراق. وقد تلقت عائلته اتصالا هاتفيا من العراق يؤكد نبأ وفاة الشقيق الأكبر وكذا خبر إلقاء القبض على الثاني وتواجده مند قرابة ثلاثة أشهر في سجن بعقوبة بمحافظة ديالي. وأضاف ذات المصادر أن ما يقارب 20 شابا ينتمون إلى أحد أحياء براقي توجهوا للقتال في العراق، لاسيما في صفوف الجيش الإسلامي العراقي، وذلك بعد مرورهم بسوريا. وأكد وكانت قيادة أركان الجيش الأمريكي قد أعلنت شهر نوفمبر الفارط، أنها تطارد عشرات من الجزائريين ضمن قائمة من الأجانب تضم أكثر من 500 أجنبي. وقد صرح الجنرال كيفين بارغنر الناطق باسم القوات الأمريكية في العراق حينها أن قواته عثرت في إحدى ضواحي شمال العراق على قوائم بأسماء 500 شخص مجندين في صفوف الجماعات المسلحة العراقية، بما فيها القاعدة للقتال ضد القوات الأمريكية في العراق، من بينهم 64 متطوعا جزائريا تمكنت القوات الأمريكية من التعرف على هوياتهم. وقال العسكري الأمريكي إن قوات التحالف عثرت على قوائم المتطوعين منسوخة في الأقراص المضغوطة وكذا في الأقراص اللينة "فلاش ديسك"، ومطبوعة كذلك في شكل وثائق، تتضمن الهويات الشخصية لهؤلاء المجندين وصورهم وأسماء الأشخاص الذين جندوهم، وتاريخ دخولهم إلى العراق. وقد قامت آنذاك القوات الأمريكية بإرسال تقرير مفصل عن ذلك إلى البنتاغون الأمريكي والمخابرات الأمريكية ووزارة الداخلية العراقية. وتشير نفس المصادر، استنادا إلى شهادات من عادوا من العراق، إلى بروز عنصر جديد في تعاطي قيادات الجماعات المسلحة العراقية مع المتطوعين الجزائريين، حيث قررت عزل الجزائريين عن قيادات المجموعات والفرق القتالية ومنع إسناد القيادات لهم بسبب - حسب نفس المصادر- تشددهم في القرارات واستهدافهم للمدنيين. كما تذكر ذات المصادر أن عديدا من الجزائريين قاموا بعمليات انتحارية ضد القوات الأجنبية في العراق، على غرار لبنانيين وأردنيين ومغربيين. وكانت قوات الأمن الجزائرية قد حققت مع قرابة 80 شخصا عادوا الى الجزائر من العراق أو طردوا من الحدود السورية العراقية أو الأردنية العراقية. وكانت وزارتا الداخلية والدفاع العراقيتين قد ذكرت أنها اعتقلت أكثر من 70 متطوعا جزائريا سنة 2006 لايزالون إلى يومنا هذا معتقلين في السجون العراقية. كمال منصاري