كشفت مصادر مطلعة أن مشروع عريضة وطنية يتم التحضير لها، تتضمن التنديد بالمثقفين المشاركين في معرض باريس الدولي الذي سيقام ما بين الرابع عشر والتاسع عشر من الشهر الجاري، وخاصة أولئك الذين خرجوا عن الإجماع الوطني والعربي، وقبلوا بالمشاركة في هذا المعرض، كونه يقبل بالتطبيع وتمجيد الوجود الاستيطاني الإسرائيلي، وسترفع العريضة إلى الجهات العليا للبلاد. عريضة الاحتجاج والتنديد بالمشاركين في معرض باريس الدولي للكتاب، سيتم الكشف عنها بمناسبة معرض الكتاب الوطني الذي ستحتضنه المكتبة الوطنية الأسبوع القادم، والتي يشارك فيها عدد من الشخصيات الوطنية والجمعيات الثقافية الفاعلة، ليفتح بعدها مجال المشاركة لجميع المواطنين الراغبين في التنديد وإنجاح مشروع ينوى أصحابه توسيعه إلى مبادرة وطنية، تسعى إلى حماية الهوية والذاكرة الوطنية من الهجومات والاعتداءات المتواصلة وفي كل مناسبة، كما يسعى أصحاب المبادرة إلى رفعه إلى الجهات الوصية لاتخاذ الإجراءات المناسبة. وحسب ما تسرّب من المبادرة التي يحرص أصحابها التكتم عليها إلى غاية وقت إعلانها، فإن مسودة المبادرة تذهب إلى إمكانية التنسيق بين كل الاتحادات والمنظمات العربية، بما في ذلك اتحاد الكتاب العرب، من تحويل العريضة إلى مشروع عربي يعمل على تنسيق الجهود وتقريب المواقف، خاصة وأن الوقاحة الفرنسية -حسب نص المبادرة- تتزامن مع المحرقة الإسرائيلية في غزة، ليأتي القرار الفرنسي باستضافة إسرائيل كضيف شرف في المعرض الدولي للكتاب بمثابة مساندة وتأييد كامل على ممارسة الإبادة الجماعية لشعب أعزل، وتذهب المبادرة إلى اعتبار أن المساندة الفرنسية لإسرائيل هو تأييد فرنسا لذاتها، كونها تساند الاستعمار وتاريخ مجازره التاريخية في حق الشعوب الأخرى، وهو ما أثنت عليه وسائل الإعلام الإسرائيلية مؤخرا، معتبرة أن المساعدة التي تلقتها إسرائيل من فرنسا لم تتحصل عليها من أية دولة أخرى منذ وجودها. كما تتحدث المبادرة عن إمكانية إيجاد سبل التعاون والمساعدة للمبادرة التي يسعى لها بعض المحامين الجزائريين من خلال رفع دعوى قضائية دولية ضد الجرائم الفرنسية في الجزائر من اجل إجبار قادة الإليزي على الاعتراف بجرائم فرنسا في الجزائر والتراجع عن قانون تمجيد الاستعمار. كما نددت المبادرة بمشاركة بعض المثقفين الجزائريين في معرض باريس وعلى وجه الخصوص مايسة باي وبوعلام صنصال الذي أعلن الحرب على الجزائر عندما قال مؤخرا إن نظام الحكم في الجزائر يشبه في مكوّناته النظام النازي في عهد هتلر، معتبرا أن الرئيس بوتفليقة يسعى لإقامة مشاريع فرعونية، وأن سياسة المصالحة الوطنية كانت وراء الأعمال الإرهابية الأخيرة. كما أشار نص المبادرة إلى وجود تيار فرنسي يستهدف المثقفين الجزائريين من خلال الإشادة بالذين يتهجّمون على الهوية والذاكرة والثقافة الوطنية أو بتلفيق التهم وإحداث الأزمات للبعض الآخر، في إشارة إلى ما يحدث لابن الفنان لونيس آيت منقلات والشاب مامي، وهو ما يوحي أن المبادرة ستكون وطنية وشاملة لكل الجهات والتيارات، على اعتبار أن الأمر يعنى الجميع. وقد استندت المبادرة على خطاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أثناء زيارة الرئيس الفرنسي للجزائر، وبالذات فيما يتعلق بالإبادة الجماعية التي مارستها فرنسا في الجزائر، إضافة إلى تصريحات وزير المجاهدين حول الأرشيف الوطني الذي سلّمته فرنسا للجزائر مؤخرا والذي اعتبره تمجيدا للاستعمار، ومن شأن هذه المبادرة إذا سارت في الاتجاه الذي يتحدث عنها أصحابها أن تحرج الكثير من الجهات الراغبة في التقارب مع فرنسا، والتي كانت قد أعلنت في مناسبات قادمة عن رغبتها في تجاوز ما سمته بخطاب الماضي وذكرياته.