قتل ثلاثة أشخاص بينهم سائق جزائري في اعتداء إرهابي بمنطقة بوشاوي غرب الجزائر العاصمة استهدف حافلتين تنقلان عمال أمريكيين يعملون لفائدة الشركة الأمريكية "هاليبرتون" في طريق عودتهم إلى فندق الشيراطون. ويعتبر هذا الحادث الأول من نوعه منذ فترة طويلة بهذه المنطقة التي تعتبر أكثر المناطق أمنا غرب الجزائر العاصمة. وقالت مصادر متطابقة ل "الشروق اليومي"، مساء أمس، أن الاعتداء وقع في حدود الساعة الرابعة زوالا عندما قام عدد من المسلحين، يجهل عددهم، بإلقاء قنبلة على إحدى الحافلتين ثم قاموا بعد ذلك بإطلاق وابل من الرصاص ضد الركاب الأمريكيين وعددهم نحو عشرين أمريكيا مما أدى إلى مقتل شخص وهو سائق الحافلة وهو جزائري وإصابة آخر بجروح خطيرة وكان بالقرب منه وهو أيضا جزائري. وبمجرد إخطارها قامت مصالح الأمن بضمان نقل الرعايا الأجانب إلى الفندق تحت حراسة أمنية مشددة ثم شرع في تطويق المنطقة بحثا عن المسلحين الذين يعتقد بأنهم تتبعوا حركة الحافلتين منذ فترة وقد تم إختيار مكان الاعتداء بدقة للإفلات من مطاردة قوات الأمن حيث وقع الإعتداء في منعرج حاد بمجرد الخروج من الطريق السريع بن عكنون زرالدة. وجاء الحادث ليؤكد مجددا رغبة التنظيمات المسلحة في معاودة بعث اعتداءتها الإرهابية بالجزائر العاصمة منذ التفجيرات الاستعراضية التي هزت قبل شهرين بمنطقة درقانة والرغاية بولاية الجزائر باستعمال سيارة وشاحنة مفخختين. وحسب مصادر متطابقة فإن عمل شركة "هاليبرتون" الأمريكية يشتغلون ضمن مشروع تابع لشركة "براون روت أند كوندور" الجزائريةالأمريكية التي تمتلك شركة سونطراك أسهمها مناصفة مع الشركة الأمريكية. وكانت "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" توعدت في سلسلة بيانات بتصفية كل العمال الأجانب العاملين بالجزائر وخصت بالذكر الأمريكيين الذين يعملون في الصحراء وأدرجت ذلك ضمن رغبتها في الوقوف إلى جانب تنظيم "القاعدة" بزعامة أسامة بن لادن. والاعتداء الذي وقع أمس يعتبر الأول من نوعه الذي يستهدف رعايا أمريكيين منذ تصاعد أعمال العنف سنة 1992 وقد جاء في الوقت الذي عززت الجزائر تحالفها مع واشنطن ضد الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي حيث ينشط "مختار بلمختار" المكنى الأعور" و"خالد أبو العباس" أمير المنطقة التاسعة الصحراوية في التنظيم المسلح. ويعتقد محللون أن الغرض من هذا الإعتداء هو كسب صدى في الخارج على اساس أن الجماعات المسلحة عادت بقوة رغم أن التقديرات الأمنية تؤكد بأن عددهم في تراجع كبير خاصة بعد إنتهاء العمل بأحكام ميثاق السلم والمصالحة الوطنية. ولا يستبعد خبراء في الشأن الأمني أن يؤثر الحادث كبيرا على سياسة السلطات في التعامل مع المسلحين مستقبلا سيما وأن إلحاق الضرر بالأجانب كان دائما ضمن "الخطوط الحمراء" التي وضعتها السلطات في تعاملها مع ملف الجماعات المسلحة. أنيس رحماني: [email protected]