أفادت السفارة الأمريكيةبالجزائر أن بحوزتها معلومات مؤكدة تشير إلى رغبة مسلحين متطرفين يعتقد أنهم من تنظيم "قاعدة بلاد المغرب الإسلامي"، القيام بعملية إرهابية ستستهدف إحدى الرحلات التجارية المدنية التي تربط الجزائر بإحدى العواصم الأوربية ويكون على متنها رعايا وعمال أوربيون. وجاء في مذكرة وزعتها السفارة الأمريكية على الرعايا الأمريكيين، أمس، أنها تلقت معلومات مؤكدة بشأن وجود مخطط إرهابي سيستهدف رعايا غربيين من أوربا أو أمريكا. وأضافت في المذكرة التحذيرية "هناك معلومات تفيد بأن متطرفين يمكن أن يخططوا للقيام باعتداء إرهابي على طائرة تجارية تحمل على متنها عمالا غربيين في الجزائر". وكشفت المذكرة أن سفارة واشنطنبالجزائر لا تتوفر في الوقت الراهن على معلومات إضافية حول هذا المخطط الذي يعتبر الأول من نوعه ضد الرعايا الأجانب، وبهذه الكيفية منذ حادثة خطف الطائرة الفرنسية في ديسمبر 1994 والتي انتهت بمقتل الخاطفين في عملية ناجحة بفرنسا. وجاء في المذكرة الأمريكية الصادرة مساء أمس، "حاليا لا تتوفر أي معلومة إضافية فيما يخص هوية شركة الطيران المستهدفة من طرف الإرهابيين ولا أيضا توقيت الاعتداء". وأضافت "تبقى الجزائر منطقة خطرة بالنسبة للرحلات في الوقت الراهن". وجاء الكشف عن هذه المذكرة في الوقت الذي يحاول فيه تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" مضاعفة الاعتداءات ضد الأهداف الأجنبية منذ عملية بوشاوي التي راح ضحيتها عدد من الإطارات الأجانب يعملون ضمن شركة "براون روت كوندور" المختلطة بين شركة سوناطراك وهاليبرتون الأمريكية. وبالنظر إلى خطورة تهديدات "القاعدة" والدعم الذي تلقاه حاليا، من قيادة هذا التنظيم المتطرف بزعامة أسامة بن لادن، فإن المعلومات التي كشفت عنها واشنطن تعكس مدى اهتمام الولاياتالمتحدةالأمريكية بالأوضاع الأمنية التي تعرفها الجزائر في الأشهر الأخيرة، حيث كادت الجزائر تطوي ملف الأزمة الأمنية بصفة نهائية. وحسب بعض المصادر، فإن الأرجح أن يكون المخطط الإرهابي الذي تتحدث عنه معلومات واشنطن يخص شركات الطيران العاملة في الصحراء والتي تتولى ضمان نقل العمال الأجانب إلى أوربا، حيث كانت منطقة الصحراء في السابق عرضة لعدة محاولات إرهابية. ولحد الساعة تفضل مصالح الأمن الجزائرية مواصلة المساعي في صمت لتفكيك الشبكات الإرهابية المتورطة في تنفيذ سلسلة الهجمات الإرهابية التي مست مراكز الأمن والدرك الوطني بمنطقة القبائل. وجدير بالذكر أن مصالح الأمن الجزائرية اتخذت منذ حادثة إختطاف الطائرة الفرنسية عام 1994، إجراءات واحتياطات أمنية مشددة على حركة الطيران الخارجي أو الداخلي، ولم تسجل منذ ذلك التاريخ إلى اليوم أية محاولة لإعتداء إرهابي على أي طائرة. وقبل سنة أكدت هيئة أمن المطارات الدولية أن مطارات الجزائر من أكثر المطارات أمنا في العالم وأنها الأكثر تشددا في رصد الاعتداءات الإرهابية. هذه المعطيات تدفع الخبراء إلى حد التأكيد حول مصداقية المعلومات التي وزعتها سفارة واشنطنبالجزائر لرعاياها وهي المعلومات التي تحمل في طياتها الكثير من المبالغة والتهويل وربما يعود ذلك إلى تأثيرات صدمة إعتداءات 11 سبتمبر 2001 التي كانت نقطة البداية في الحرب بين واشنطن والقاعدة. أنيس رحماني:[email protected]