أكد بيان لوزارة الداخلية والجماعات المحلية، أنه تمّ فتح تحقيق، "لتحديد طبيعة ومصدر القنبلة"، التي استهدفت مساء أول أمس، حافلة كانت تنقل عمالا أجانب من جنسيات لبنانية وبريطانية وأمريكية وكندية، إضافة إلى جزائريين، وجاءت هذه العملية الإرهابية، التي تمّ تنفيذها بضواحي بوشاوي بالجزائر العاصمة، بعدما كان التنظيم الإرهابي المسمّى الجماعة السلفية للدعوة والقتال، قد توعّد في بيانات سابقة، باستهداف وتصفية العمال الأجانب العاملين بالجزائر، وفي مقدمتهم الأمريكيين الذين يعملون في الصحراء. عملية بوشاوي، وإن كانت التحقيقات جارية حسب ما أعلنته وزارة الداخلية والجماعات المحلية في بيانها الصادر بعد تنفيذ الإعتداء المسلح، فإن أوساط مراقبة تسجل بصمات تنظيم "الجماعة السلفية"، الذي كان قد هدّد بضرب المصالح الأجنبية بالجزائر، في سياق رغبته في تنفيذ عمليات إرهابية "تقربه" من خطوط الولاء والطاعة لتنظيم "القاعدة"، ويرى مراقبون، بأن إعتداء بوشاوي، يهدف إلى البحث عن "خبطة إعلامية" وإحداث "صدى خارجي" لإعطاء الإنطباع للرأي العام الدولي بالأخص، بأن الجماعة السلفية للدعوة والقتال، "مازالت قوية" و"وفية" لتنفيذ تهديداتها التي تتضمنها من الحين إلى الآخر بياناتها التي تنقلها عبر موقعها في شبكة الأنترنيت. ويشير خبراء في المجال الأمني، إلى أن منفذي الإعتداء المسلح الذي إستهدف حافة نقل أجانب، لا يُستبعد أنه يريد "التشويش" على نشاط مصالح الأمن التي كثفت تمشيطاتها ومداهماتها للمعاقل الإرهابية على مستوى بعض المناطق الداخلية للوطن والبعيدة عن مدينة الجزائر العاصمة، كما قد يكون الإعتداء يرمي إلى ضرب "الحصيلة الإيجابية" لميثاق السلم والمصالحة الوطنية، الذي إنتهت آجاله القانونية رسميا نهاية أوت الماضي، بعد ستة أشهر عن دخوله حيز التنفيذ، وقد جدّد السبت المنصرم، الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، خلال خطابه أمام لقاء الحكومة والولاة، دعواته إلى المسلّحين قصد التوبة والخضوع للقوانين السارية المفعول. وجاء تفجير بوشاوي، ليذكّر المواطنين بالتفجيرات الإستعراضية التي إستهدفت قبل شهرين منطقتي الرغاية ودرقانة شرق الجزائر العاصمة، بإستخدام سيارة وشاحنة مفخختين، وقد تبنت مباشرة بعدها، الجماعة السلفية للدعوة والقتال، العمليتين التفجيريتين، ويعتقد متابعون للملف الأمني، بأن "الجماعة السلفية" تبحث عن "عربون" تقدمه لتنظيم "القاعدة"، خاصة بعد الإعلان قبل أسابيع عن الإلتحاق بها، ويعتبر إعتداء بوشاوي، الأول من نوعه، الذي يستهدف أجانب من بينهم أمريكيين منذ عدة سنوات، وقد لجأت خلال "العشرية الدموية" أغلب الدول الكبرى، منها الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وفرنسا، إلى تحذير رعاياها من السفر بإتجاه الجزائر إلا في الحالات القصوى، أو توخي الحذر أثناء التواجد بالأراضي الجزائرية. ج/ لعلامي: [email protected]