احتضنت دار الإمام بالمحمدية يوم أمس فعاليات يوم دراسي حول أمراض الربو و الحساسية،قدمت خلاله نتائج البحث الذي ساهم فيه عشرون طبيبا مختصا من مختلف المراكز التابعة للقطاع الصحي بالحراش و الذي أظهر وجود ما نسبته 13.22 بالمائة من التلاميذ بين 10و13 سنة مصابون بأمراض الربو و الحساسية و هو رقم يفوق ذاك الذي قدمته وزارة الصحة والذي لا يتعدى 0.45 بالمائة. و قد مست هذه الدراسة 3517 تلميذا عبر 68 مدرسة ابتدائية من أقسام السنة السادسة، و الذين أكد الكشف إصابتهم بهذا الداء المزمن دون معرفتهم بذلك. ويسجل العنصر الأنثوي أعلى الإصابات بهذا الداء الذي يؤثر سلبا على مستوى الذكاء و انتعاش الذاكرة بنسبة 18 بالمائة مقابل 12 بالمائة عند الذكور، وأبرزت الدراسة – التي اعتمدت على مجموعة من الأسئلة التي أجاب عليها التلاميذ- وجود 24 بالمائة من التلاميذ المصابين لم يخضعوا في حياتهم للاختبارات اللازمة رغم إصاباتهم المتكررة بالأزمات و أعراض هذا المرض الذي يحتل المرتبة الرابعة ضمن قائمة الأمراض القاتلة. و صرح البروفيسور مصطفى خياطي رئيس قسم الأطفال بمستشفى بلفور بالحراش بوجود 60000 طفل تنقل إلى القطاع خلال هذه السنة نتيجة معاناتهم من تعقيدات و مشاكل تنفسية مما سمح بمتابعة ألف طفل على مستوى القطاع. ومن مسببات هذا المرض المزمن التلوث البيئي و الرطوبة و البناءات غير المهيأة التي تعيش بها مجموعة من الحشرات الزاحفة كالصراصير، إضافة إلى ما تخلفه ال 50 بالمائة من السيارات التي تجوب العاصمة يوميا و التي تخلف غاز الأزوت السام ، في حين لا يتعدى الجانب الوراثي نسبة 4 بالمائة. و حاول المجتمعون الذين قدموا من كافة أرجاء الوطن لفت انتباه الوزارة الوصية إلى هذا المرض القديم الجديد كي تأخذه على محمل الجد بما أن المؤشرات في ارتفاع مستمر بشهادة ثلاث دراسات مختلفة منذ الثمانينات إلى يومنا هذا. و أشارت الدكتورة"مسوس" إلى آثار هذا المرض، و التي تتمثل في حدوث تذبذب في الذاكرة و تعقيدات صحية كبيرة تحول دون ممارسة الطفل لحياة اجتماعية عادية بسبب مرضه الدائم الذي يعزله عن المحيط الخارجي،و أرجعت 50 بالمائة من التغيبات عن مقاعد الدراسة سنويا إلى أزمات الربو البسيطة منها و الحادة، و تجدر الإشارة إلى أن 60 بالمائة من المصابين بهذا الداء في الجزائر لم يلقوا العلاج اللازم إلا بعد مرور سنة كاملة من المعاناة مع مرض تحوّل إلى مرض قاتل، و تتطلب هذه الفئة عناية لازمة سواء من داخل الأسرة أو من الوسط المدرسي، مع ضرورة إتباع خطوات العلاج المكلفة جدا. ح.راضية