تأكد رسميا اختيار الأرضية المخصصة لاحتضان مشروع المركز التقني لمعالجة النفايات المنزلية بمدينة «تنس» الساحلية، والذي من المنتظر أن يعالج النفايات المنزلية للبلديات الممتدة على طول الشريط الساحلي للولاية، خاصة وأنها كانت ترمى بشاطئ «ماينيس»، وقد ألحقت بالبيئة والإنسان أضرار متفاوتة، كما أضرت أيضا بالمنطقة السياحة المشهورة بالمنطقة جراء أطنان النفايات التي راحت تغرق شاطئه بها.
موجه لمعالجة نفايات عديد بلديات الولاية وجاء هذا التأكيد بعد موافقة وزير البيئة وتهيئة الإقليم في زيارته الأخيرة للولاية، بعد معاينة من قبل لجنة ولائية مكوّنة من مصالح مفتشية البيئة، الغابات وكذا الفلاحة لاعتبارات موضوعية، والتي دفعت بذات اللجنة إلى الموافقة الفورية على الأرضية وقد تم اختيار أرضيتها على بعد 7 كيلومترات شرق مدينة «تنس»، وتأتي في مقدمة تلك الاعتبارات بعدها عن العقارات الفلاحية والتجمعات السكانية، الأمر الذي يجعلها بعيدة عن أي اعتراضات من أي طرف، فضلا عن تطابق الأرضية مع المقاييس التقنية لإنجاز المركز التقني لمعالجة النفايات المنزلية والذي خصص له غلاف مالي يقدر ب26 مليار سنتيم، وسيوجه لجمع ومعالجة النفايات المنزلية التي تأتي من بلدية «تنس» الساحلية والبلديات القريبة منها ك«وادي قوسين» و«سيدي عبد الرحمن» ومن ثمة ضمان إبعاد مخاطر القمامات العشوائية التي صارت تنتشر بالوسط الفلاحي والغابي الممتد على طول الشريط الساحلي للجهة الشمالية للولاية، حيث كثيرا ما يعمد بعض الأفراد إلى استغلال مساحات بجوار المساحات الغابية أو ببعض الأراضي الفلاحية لرمي قماماتهم المنزلية. اعتماد طرق عصرية وصحية في المعالجة هذا وسيعتمد على طرق وأساليب حديثة في المعالجة، بعد أن كان يعتمد في السابق على طريقة تقليدية في التخلص منها عن طريق حرقها، دون الوضع في الحسبان جملة المخاطر البيئية والصحية التي يمكن أن تنجم عن هذه العملية، وبالتالي فإنه وبخروج هذا المشروع إلى النور ودخوله حيز الخدمة تكون الولاية قد استفادت من مركزيين تقنيين لمعالجة النفايات، بعد ذلك المنجز منذ 4سنوات بمنطقة «مكناسة» ب«وادي سلي» والذي يعالج يوميا قرابة 100 طن يوميا من النفايات القادمة من بلدية عاصمة الولاية، في انتظار توسعة المركز بإنجاز خندق ثان، وذلك حتى يتمكن من استيعاب نفايات البلديات المجاورة ك«بوقدير»، «وادي سلي»، «الشطية»، «أولاد فارس» و«سنجاس»، إلا أن عدم تمكين هذا المركز من جميع التجهيزات الضرورية للتشغيل والمعالجة العلمية للنفايات جعله لا يقوى على تقديم خدمات في المستوى، حيث تحوّل المركز التقني لدفن النفايات الموجود بمنطقة «مكناسة» بالقرب من المنطقة الصناعية ب«وادي سلي» والواقع على بعد6 كلم غرب عاصمة الولاية، إلى مصدر خطر حقيقي على حياة السكان القريبين منه، بفعل الروائح التي صارت تنبعث من تلك النفايات، بالإضافة إلى خطر الدخان المتصاعد أثناء القيام بعمليات الحرق التي تطال النفايات المنزلية المحوّلة إلى هذا المركز يوميا والتي تقارب ال100 طن. تدعيم المركز بمؤسسة محلية للتسيير كما تنتظر مصالح الولاية الموافقة على قرار إنشاء مؤسسة محلية لتسيير هذا المركز تحمل طابع مؤسسة عمومية ذات طابع تجاري وصناعي «إ.بي سي» مهمتها تسيير ومعالجة النفايات بمنطقة الشلف، حيث تمت الموافقة على المشروع من طرف الوزارة الوصية في انتظار المصادقة على قرار الإنشاء لتباشر المؤسسة نشاطها بعدها، حيث ستكون مسيرة بمجلس إدارة تحت سلطة مدير البيئة ولها استقلالية مالية وتسييرية ويتوسع نطاق عملها ليشمل معالجة النفايات المنزلية لبلديات «الشطية»، «سنجاس» و«وادي سلي».