انتهى الأمل الأخير للكرة الجزائرية للوصول إلى منصة التتويجات الإفريقية بعد خروج «أسود جرجرة» من نصف نهائي رابطة أبطال إفريقيا أمام "مازيمبي" الكونغولي بخفي حنين لتكون مشاركة الأندية مخيبة لآمال الجماهير الجزائرية بعد أن عرفت الكرة الجزائرية العودة بقوة إفريقيا وعالميا. لكن يبدو أن النتائج التي حققها الخضر في مونديال جنوب إفريقيا لم تكن نعمة على الكرة الجزائرية بل كانت نقمة حيث لم تمض سوى بضعة أشهر عن المونديال ، وعدنا إلى ضغط الدم ووضع الأيدي على القلوب والدعاء للاعبين بالفوز على أضعف المنتخبات الإفريقية التي لا تملك حتى بذلة رياضية تلعب بها ، وامتد فيروس الإخفاقات والعجز إلى الأندية الكبيرة والتي حشد وراءها الآلاف من الجماهير لعلها يكون بصيص الأمل معها لكن بقيت دار لقمان على حالها وكتب على الكرة الجزائرية أن ترجع 20 سنة إلى الوراء والخوف وكل الخوف أن يكون القادم أعظم وأخطر مما وصلنا إليه الآن. تركنا الجمل بما حمل في بلاد مانديلا
بعد وصولنا إلى مونديال جنوب إفريقيا ونظرا للمستوى الذي قدمناه أعتقد الجمهور الجزائري أنه وضع نقطة النهاية لعهد الإخفاقات والانكسارات الذي عشناه من قبل خلال العشر سنوات الماضية أين كنا نعجز حتى على التأهل إلى كأس إفريقيا للأمم .. لكن يبدو أننا تركنا ما وصلنا إليه في بلاد العم مانديلا ورجعنا بأياد خاوية وأرجل متعاكسة ولم تمضي سوى أربعين يوما حتى عدنا إلى عهدنا السابق ألا وهو الإنهزام وخلق ضغط الدم لأكثر من 30 مليون جزائري ، البداية كانت يوم 10 أوت الماضي أين لقنا المنتخب الغابوني درسا في كرة القدم ليبدأ بعده عداد الانكسارات أين تعادلنا مع المنتخب التنزاني ثم الصفعة القوية من منتخب إفريقيا الوسطى لتقسط أوراق الخضر من أذهان الجماهير الجزائرية وتعلق آمالها على الأندية الكبيرة والتي تحمل الراية الجزائرية إفريقيا لكن هيهات والمرض واحد والنتيجة واحدة لكن تعددت الأسباب ، فقط بعد إقصاء شباب بلوزداد اتبعه الوفاق السطايفي وختمها يوم أول أمس شبيبة القبائل لنبقى البلد الوحيد من شمال إفريقيا الذي لم يصل أي ناد منه إلى النهائي والصعود على منصة التتويجات ، وهو ما جعل الجمهور الجزائري من الشرق إلى الغرب يصل إلى نتيجة مفادها أننا تركنا الجمل بما حمل في بلاد مانديلا وعدنا مجددا إلى نقطة الصفر .
الكارثة حدثت فمن يتحمل المسؤولية
ما حذر منه المتتبعين والتقنيين بعد مونديال جنوب إفريقيا بأن المنتخب الوطني ذاهب إلى الهاوية إن لم يتم معالجة الداء" التكتلات والضعف التكتيكي" قبل فوات الأوان وأن السياسة التي تسود في كواليس الخضر ستحطم كل ما حققه المنتخب ، وهو ما حصل بالفعل في آخر مباراتين للخضر أين سقط القناع وكشفت الكثير من الأسرار وجعل الكل يدق ناقوس الخطر قبل حدوث الطامة الكبرى ونحرم مرة أخرى من المشاركة في نهائيات كأس إفريقيا للأمم القادمة ، ومع كل خسارة لمنتخبنا ينبري الكثيرون وراء تفنيد بعض الأمور الواهية دون التوغل في الأسباب الحقيقية للهزيمة ، الجميع طالب برحيل المدرب «سعدان» فكان له ذلك ، جاء بعده الجنرال" بن شيخة " لكن لم نبرح نقطة الصفر وتلقينا خسارة مذلة ببانغي والكومندوس تحولوا إلى جنود متمردين.. وكثرت الألغاز والأرقام المشفرة لما يحدث للخضر وأمام كل هذه المعطيات يجب الوقوف وطرح السؤال من المسؤول عما يحدث للكرة الجزائرية هل المدربين أم اللاعبين أم المسؤولين أم من.. ؟ وهل دائما نبقى نتفرج ونكتب عن الشجرة التي تغطي الغابة وإتباع سياسة النعامة والهروب إلى الأمام ، وهل سيحدث العكس ويطبق مسؤولينا الاحتراف الحقيقي من القمة إلى القاعدة ويتم معالجة الداء قبل فوات الأوان.
الوفاق ،الشبيبة وبلوزداد على درب الإخفاقات سائرون ولم يقتصر مسلسل الإخفاقات على الخضر فقط بل امتدت إلى الأندية الكبيرة في البطولة الوطنية التي عمدت في السنوات الماضية على تشريف الراية الوطنية في المحافل العربية والقارية وأول هذه الأندية وفاق سطيف الذي استطاع الوصول الموسم المنصرم إلى نهائي الكاف الذي خسره . ليتكرر الفشل خلال هذا الموسم وعجز على الوصول إلى المربع الذهبي لرابطة أبطال إفريقيا والسبب كان أقبح من ذنب لأن إدارة الوفاق اهتمت بحربها الكلامية مع المدرب" زكري" والفريق يتجه إلى الهاوية ، والإقصاء كان بالفعل مرا لأبناء عين الفوارة الذين ندموا كثيرا على هذا الإخفاق ، ليأتي الدور على أسود جرجرة رغم وصولها إلى المربع الذهبي إلا أنه كان باستطاعتها الصعود إلى منصة التتويج ولو وصيفا نظرا لما أظهره النادي من إمكانيات فنية كبيرة خلال دوري المجموعات إلا أن دخول الرئيس حناشي في متاهات كثيرة مع رئيس الاتحادية من دون سبب واضح أثر على الكناري وجعلنا نحصد أصفارا أخرى من مشاركة أنديتنا إفريقيا والأكيد أننا لن ننسى خروج نادي شباب بلوزداد المخيب للآمال أيضا وربما سيحدث نفس الشيء مع أندية أخرى خلال المنافسات القادمة .
دخلنا الاحتراف فجنينا الانحراف
بعد أن أصبحنا من المنتخبات العالمية وبرهنا للمتتبعين في تصفيات كأس العالم الأخيرة الكل أصبح يطالب بدخول الاحتراف من أجل تطوير مستوى الكرة الجزائرية وأيضا لتحقيق نتائج أفضل مما كانت عليه في العهد السابق لكن شتان بين التمني والحقيقة فإلي حد كتابة هذه الأسطر لم نأخذ إلا اسم الكلمة وبقيت دار لقمان على حالها وربما أسوء مما كانت عليه في السنوات الماضية والدليل أن الأندية الجزائرية مازالت تتخبط في مشاكل مالية عويصة لا آخر لها ، تصادم بين أندية الهواة والاتحادية الجزائرية وتهديدات لا أخر لها من قبل اللاعبين لأنديتهم بسبب مستحقاتهم والنتيجة هي انكسارات وانهزامات متتالية للمنتخب الوطني وكذا الأندية وما استنتجناه من تطبيق الإحتراف هو الانحراف الحقيقي لأنديتنا التي رجعت إلى الوراء ولم تحقق آمال الجماهير الجزائرية.
متى ينتهي صراع حناشي – روراوة؟؟
من دون شك أن التصريحات النارية والاتهامات الخطيرة التي وجهها رئيس الكناري" محند شريف حناشي " لرئيس الفاف «محمد روراوة» كانت الحدث الأبرز لدى الجماهير الجزائرية ، وربما هي السبب الرئيسي لإقصاء الشبيبة لتأثيرها المعنوي والبسيكولوجي على الطاقم الفني واللاعبين وليست المرة الأولى التي تحدث فيها مثل هذه الخرجات بل كانت أيضا من قبل ضد المدرب السابق للخضر "رابح سعدان " وخطفنا الأضواء عربيا وإفريقيا لهذه التصرفات التي لا تسمن ولا تغني من جوع بل إنها تعيدنا عشرة أمتار إلى الوراء ويجب الوقوف أمام هذه التصريحات التي لا تشرف الكرة الجزائرية وإخراج سيف الحجاج لإعادة الجميع إلى الصف والعمل على تطوير الكرة الجزائرية وتشريف الراية الوطنية وليس العكس .
تصريحات المحللين والتقنيين "عزالدين آيت جودي" مدرب المنتخب الأولمبي.. الإقصاء كان قاسيا لكن الأمل لا يزال قائما في اتصال هاتفي مع المدرب الوطني للمنتخب الأولمبي " عزالدين آيت جودي " الذي سبق له الإشراف على العارضة الفنية للكناري أكد أن الإقصاء كان قاسيا وكان الأمل كبير في وصول الشبيبة إلى النهائي لكن نقص التجربة ونتيجة الذهاب أثرت على اللاعبين وكانت سببا في الخروج من نصف النهائي ورغم ذلك فيرى أن الفريق القبائلي ربحت فريقا شابا يستطيع تحقيق نتائج أفضل خلال المواسم المقبلة أما بخصوص تراجع مستوى المنتخب الوطني وكذا الأندية فإنه يرى العكس أن وصول الخضر إلى القمة لن يطول وتراجع المستوى أمر طبيعي أما عن الأندية فيرى أن النتائج التي حققها كل من الوفاق السطايفي وشبيبة القبائل كانت جيدة وإقصاء الفريقين ليس نهاية العالم لأن الأمل موجود وعلى الأندية العمل أكثر لتحقيق نتائج أفضل في المستقبل .
عبد الكريم بيرة محلل الجزيرة الرياضية.. الكناري دفع الثمن والكرة الجزائرية في منعرج خطير أما محلل قناة الجزيرة الرياضية «عبد الكريم بيرة» فقد رأى خلال تحليله لمباراة شبيبة القبائل ومازيمبي الكونغولي أن إقصاء الكناري كان غير متوقع وأن الظروف التي كانت حول النادي هي من عجلت بإقصائه كما وجه نقدا شديد اللهجة إلى الطاقم الفني ومستوى بعض اللاعبين الذي لم يقدموا الإضافة المرجوة ، وأكد أن الشبيبة دفعت الثمن غاليا خلال مباراة الإياب وظن الجميع أن النادي الكونغولي سهل المنال ،أما بخصوص تراجع الكرة الجزائرية بعد مونديال جنوب إفريقيا فاعتبره متوقعا نظرا لعدم مراجعة الحسابات وأن المدرب الشاب بن شيخة يلزمه وقت طويل لإعادة الأمور إلى نصابها وتحقيق نتائج ايجابية وفي الأخير أشار أن الكرة الجزائرية في منعرج خطير إن لم تتضافر مجهودات الجميع لإعادة القطار إلى السكة وعدم تهديم ما وصلنا إليه في المدة الأخيرة .
طارق ذياب محلل الجزيرة الرياضية .. الشبيبة أقصت نفسها بنفسها ولم أنتظر ظهورها بذلك المستوى فيما ذهب اللاعب الدولي السابق للمنتخب التونسي ومحلل قناة الجزيرة الرياضية "طارق ذياب" عكس الجميع وأكد خلال تحليلاته أن لاعبي الكناري أقصوا أنفسهم بأنفسهم ولم يظهروا بالمستوى المعتاد وهم من مهدوا الطريق لنادي مازيمبي الكونغولي للوصول إلى النهائي للمرة الثانية على التوالي كما وجه انتقادات شديدة اللهجة للطريقة التي لعب بها الفريق والخطة التي طبقها المدرب السويسري "غيغر" وأضاف أن تراجع مستوى الكرة الجزائرية ليس له مبرر وتمنى العودة بقوة للمنتخب الوطني والأندية أيضا.