وقائع المأساة دارت بحي "الطاباكوب" بعنابة، أين تتواجد مخمرة غير قانونية لصاحبها الموقوف "ج.ت"، ارتادها في حدود الساعة الثانية من صباح يوم شهر سبتمبر من السنة الجارية، كل من "ب.إلياس" و"ق.موسى"، إلى جانب مرتكب جريمة القتل مع سبق الإصرار والترصد، المدعو "ب.محمد الصالح" من مواليد 1979. حيث دخل في مناوشة كلامية مع أحد المتواجدين بالمخمرة، ليبدأ في الاسترسال بقول كلام فاحش، بعد أن سيطرت عليه حالة من الهيجان الشديدة أدت به إلى طعن كلب تواجد بالمكان، وعند رؤية الضحية ً "ف.نصر الدين" لتلك الحادثة واصفا إياها بالفعل الشنيع، وهو ما أثار غضب الجاني الذي دخل معه في مناوشات كلامية سرعان ما تحولت إلى مواجهة باستعمال الأسلحة البيضاء من كلا الطرفين، انتهت بموت المدعو "ف.نصر الدين" الذي وحسب الخبرة الطبية تلقى 15 طعنة بعضها في الصدر وبعضها الآخر في البطن، وكان القتيل حسب شهود عيان في أوج حرارة خروج أنفاسه يطالب بالنجدة، إلا أن أحدا لم يسعفه سواء أصدقائه الذين قدموا معه إلى المخمرة أو من طرف صديق مرتكب الجرم، الذي كان متواجدا بسيارة صديقه "ب.إلياس". حيث بقي يتخبط في دمائه إلى أن قدم عناصر الحماية المدنية وعناصر الأمن الذين ألقوا القبض على الفاعل رفقة صاحب المخمرة واثنين من أصدقاء الجاني. تجدر الإشارة إلى أن المتهم حاول نفي التهمة عن نفسه بالقول أنه كان في حالة دفاع عن النفس، غير أن قاضي المحكمة أجابه بأن المدافع عن نفسه لا يغرس سيفا في قلب وصدر خصمه 15 مرة، هذا وعلما أنه تناول في تلك الصبيحة المشؤومة 24 قارورة خمر أفقدته نهائيا توازنه العقلي، وبناء على هذه الوقائع فصلت المحكمة بحكم المؤبد في حق الجاني "ب.محمد الصالح" وحكم ب 10 سنوات في حق صديقه "ق.موسى"، في حين أدانت المتهمين الآخرين بعام حبسا و6 أشهر نافذة لصاحب المخمرة.