حققت ولاية بجاية في المدة الأخيرة قفزة نوعية في إنتاج الزيتون، بعد أن بادرت الدولة من خلال وزارة الفلاحة إلى تدعيم الفلاحين ومساعدتهم في غرس أكبر عدد ممكن من الأراضي بشجيرات الزيتون، وهو الأمر الذي تحقق منه وزير الفلاحة «رشيد بن عيسى» أثناء الزيارة التي قادته إلى الولاية وتحديدا إلى مناطق «توجة» و«القصر» ثم «بني معوش». ومن هناك أعلن عن إجراءات جديدة مستقبلية ترمي إلى دعم الفلاحة الجبلية من جهة، وتوسيع عملية غرس أشجار الزيتون إلى حدود مليون هكتار على المستوى الوطني، وهذا سعيا من الدولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتأمين احتياجات السوق الداخلية، مع التفكير في تصدير منتوج الزيتون وزيت الزيتون إلى الخارج وفق المعايير الدولية، وقصد تحقيق الأهداف المسطرة من قبل الوصاية بصورة تدريجية، فإن الفلاحين يطالبون بدعم أكبر لتوسيع مجال الاستثمار في هذا الميدان المربح والذي يمكن أن يحقق نتائج إيجابية للغاية، بعد أن أثبتت التجربة العملية نجاحها، ذلك أنها مكنت من توفير منتوج من زيت الزيتون بالقدر الذي يلبي احتياجات السوق. كما أن هناك مُنتجين ينتظرون المساعدة من الدولة لتسويق منتوجهم إلى الخارج، غير أن المواصفات المطلوبة في الأسواق الدولية صارمة، مما يتطلب بذل مجهودات معتبرة لتحسين النوعية والجودة من خلال التحكم في نسبة حموضة الزيت، وفي هذا الشأن شرع الفلاحون وأصحاب المستثمرات الفلاحية في الاهتمام بتوسيع عملية غرس شجيرات الزيتون، إلا أن محدودية الكمية حالت دون ذلك، كما أن الحرائق التي تشهدها المنطقة في موسم الصيف والتي تحدث خسائر كبيرة في الثروة الغابية والفلاحية تهدد مستقبل قطاع الفلاحة برمته، وتبعا لذلك فإن أمل الفلاحين يرتكز على أن تعمل الدولة على حماية حقوق الفلاحين من خلال التأمين على مستثمراتهم وحقولهم وأشجارهم من جهة، وبذل مجهود أكبر للتخفيف من حدة الحرائق وعددها التي تقضي على اليابس والأخضر من جهة أخرى، وفي ذات السياق دائما يسجل هؤلاء مشكلة أخرى مفادها أن هناك العديد من المناطق تفتقد لممرات داخلية والتي تسمح لهؤلاء الفلاحين الوصول إلى أراضيهم، وكذا تسجيل نقص فادح في كميات الماء التي تستعمل في السقي والريّ، خاصة في أوقات الجفاف، وكل ذلك بقصد ضمان نجاح موسم الفلاحة.