ألحّ وزير الفلاحة والتنمية الريفية السيد رشيد بن عيسى، أمس، على ضرورة تنشيط عمل التعاونيات الفلاحية من خلال إعادة تأهيلها واستغلال كل الإمكانيات التي تتوفر عليها سواء من ناحية الأراضي الفلاحية أو التجهيزات التي يجب أن يستفيد منها عدد كبير من الفلاحين مع تنظيم مسابقات ومعارض وطنية لكل ولاية بغرض عرض القدرات والإمكانيات الإنتاجية لكل فرع، كما استبشر ممثل الحكومة خيرا من التقييم الأولي لما حقق من عقود النجاعة التي حددت الخريطة الأولية لضبط إنتاج عدد من المنتوجات الفلاحية الواسعة الاستهلاك على غرار الزيتون، البطاطا، الحليب والقمح الذي تتوقع بشأنه الوزارة لهذه السنة مستويات قياسية في الإنتاج قد تصل الى 60 قنطارا في الهكتار ببعض الولايات . استعرض مدير الدراسات لوزارة الفلاحة، أمس أول، تقرير لما تم تنفيذه من عقود النجاعة التي وقعت بداية السنة بين الوزارة ومدراء الفلاحة ل 48 ولاية، وحسب الأرقام المسجلة خلال السداسي الاول من السنة الجارية فقد ارتفع إنتاج عدد من الفروع منها فرع الزيتون الذي حقق نسبة نمو مقارنة بسنة 2008 تزيد عن 87 بالمائة في حين بلغت نسبة الالتزام بما تم الاتفاق عليه بعقود النجاعة 34 بالمائة، وحسب المعلومات المستقاة فقد تأخرت ولاية غليزان عن تحقيق أهدافها في الإنتاج ب 36 بالمائة وهو ما أرجعه المتحدث الى احتمال نقص المياه بالمنطقة، في حين حققت ولاية سطيف اكبر نسبة انتاج ب 116 بالمائة، أما بخصوص فرع انتاج البطاطا فقد شهد هو الآخر تحسنا في الإنتاج سواء إذا تعلق الأمر بالبطاطا المبكرة التي حققت نسبة 119 بالمائة أوغير موسمية التي سجلت نسبة زيادة تقدر ب 8 بالمائة عن السنة الفارطة وهو ما يؤكد نجاح كل الإجراءات التي اتخذتها الوزارة الوصية بغرض توفير الإنتاج بالأسواق بالكميات المطلوبة بغرض السهر على استقرار الأسعار. أما فرع انتاج الحليب فقد شهد هو الآخر لأول مرة ارتفاعا في نسب الإنتاج أرجعه وزير القطاع الى المشاورات التي عادت لتجمع مختلف الشركاء من موالين وأصحاب مصانع انتاج الحليب للحديث عن سبل تفعيل انتاج الحليب الطازج، خاصة بعد أن قررت الدولة دعم انتاج وجمع الحليب الطازج علما أن أهداف عقود النجاعة تتوقع انتاج ما يزيد عن 2,4 مليون لتر لسنة 2009، وتشير الأرقام الى ارتفاع نسب الإنتاج ب 23 بالمائة حيث احتلت ولاية سكيكدة الصدارة بإنتاج أكثر من 70 ألف لتر وهو ما يمثل نسبة 56 بالمائة، ويشير التقرير الى ارتفاع عملية جمع الحليب الطازج الذي تقوم به بعض التعاونيات وذلك بنسبة 16 بالمائة مقارنة بالسنوات الفارطة واحتلت ولاية المدية الصدارة بجمع ما قيمته 25 ألف لتر ، في حين عرف انتاج اللحوم الحمراء ارتفاعا ليبلغ خلال السداسي الاول من السنة الجارية أكثر من 722 ألف قنطار علما أن أهداف عقود النجاعة هو بلوغ 3,399 مليون قنطار، واحتلت ولاية تيارت الصدارة بإنتاج 52 ألف قنطار وهو ما يمثل نسبة 41 بالمائة، أما الحمضيات فقد سجلت اضعف نسبة انتاج لم تزد عن 4 بالمائة وهو ما يؤكد ضرورة التدخل حسب مدير الدراسات لتحديد العراقيل واقتراح الحلول الكفيلة بدفع وتيرة انتاج الحمضيات في الجزائر. كما كشف الوزير عن تنظيم لقاء وطني خلال الأيام القليلة القادمة يجمع المزارعين بإطارات الوزارة لمناقشة الانشغالات واقتراح الحلول الكفيلة بتكثيف الإنتاج الذي انخفض بكل من الجزائر العاصمة وتيبازة مع التركيز على التكوين بالدرجة الأولى، أما بخصوص فرع انتاج التمور فقد وصف بالجيد بالنسبة لهذه السنة بعد تسجيل ارتفاع نسبة الإنتاج ب 9 بالمائة وذلك بأربع ولايات وهي على التوالي الوادي، ورقلة، ادرار، غرداية في الوقت الذي تخلفت فيه ولاية بسكرة عما تم الاتفاق عليه، وعن هذه النتائج يقول الوزير أنها ستكون أرضية عمل بالنسبة للموسم القادم بغرض تدارك النقائص . من جهة أخرى؛ شدد الوزير على محافظي الغابات للسهر على تطوير مخطط التجديد الريفي والإسراع في دراسة كل الملفات المتعلقة بالمستثمرات الفلاحية الواقعة في المناطق النائية وعلى سفوح الجبال مع السهر على حماية الأحواض المائية وإعادة الاعتبار لأكثر من 3,5 مليون هكتار مسجلة حاليا ضمن أراضي البور، كما دعا الوزير إطاراته الى تحديث مخطط لمكافحة التصحر خاصة بعد الانتهاء من إعداد جرد عام للمساحات الغابية عبر التراب الوطني، مع التفكير في إعداد برنامج تنموي خاص بالمناطق الرطبة والحظائر وهو ما يسمح بتنويع الإنتاج الفلاحي حسب المعطيات المناخية والإمكانيات المادية. وبغرض تطوير عمل الفروع ألح السيد بن عيسي على ضرورة الرجوع الى التكوين المتخصص خاصة في مجال التبريد مع تكثيف البحوث في مجال انتاج البذور والتركيز على النوعية لعقلنة الإنتاج، وبخصوص انطلاق حملة الحصاد خلال الأسبوع الجاري قدم الوزير توجيهات صارمة لمدراء الفلاحة للسهر على السير الحسن للعملية وتجنيد كل الإمكانيات البشرية والمادية للعملية التي سيسخّر لها الديوان المهني للحبوب أكثر من 300 شاب تقني يجوبون المستثمرات الفلاحية لصيانة الحصادات على ارض الميدان. ولدى تطرق ممثل الحكومة الى تربية الأغنام والأبقار تحدث عن استراتيجية وطنية سيشرع فيها خلال الأشهر القليلة القادمة بغرض توفير الكلأ للمربين واستغلال منتوج النخالة عقلانيا بعد أن كان يتلف في السابق دون استغلاله، ولخلق التنافس بين المربين والفلاحين اقترح الوزير تنظيم مسابقات أسبوعية ومعارض خاصة بكل فرع يسمح بالتعريف بمنافع المنتوج وما تحقق في كل ولاية سواء في الإنتاج الفلاحي أوتربية الدجاج، الأغنام، الأبقار كما سيتم اختيار أحسن بقرة منتجة للحليب أوأحسن دجاجة لكل منطقة، وابتداء من السنة القادمة سيتم تنظيم أول صالون دولي لقطاع الفلاحة يشارك فيه الفلاحون الجزائريون مع نظرائهم من الدول الشقيقة والصديقة لاستعراض آخر الابتكارات والتكنولوجيات في مجال الفلاحة وخلق جو من التنافس.