قوافل بشرية تتوافد على المكان أكد مصدر مسؤول من مديرية الثقافة بولاية سطيف ل"الأيام"، أن المدينة التي تم اكتشافها بمنطقة الرصفة الواقعة جنوب ولاية سطيف، تعود إلى القرن الخامس للميلاد وامتد وجودها إلى غاية بداية القرن السادس ميلادي، مؤكدا أن المديرية كانت تحصي منطقة "الخربة" هذه كمنطقة أثرية، لكن اكتشاف المدينة في حد ذاته يعد حدثا جديدا ومهما. وتبين أن هذه المدينة، التي عاشت "الأيام" اللحظات الأولى لاكتشافها أول مرة، أنها تعود لنهاية للقرن الخامس ميلادي، وقد استعملت في البداية كمساكن فيما تم تحويلها فيما بعد لمدافن وقبور. وأثار الموضوع الذي نشرناه في عددنا السابق فضول المئات من المواطنين الذين صاروا يتنقلون في قوافل بشرية نحو منطقة "الخربة" التي تحتضن المدينة الأثرية، والتي تبين أنها تعود لمئات السنين، حيث أكد ل"الأيام" مصدر مسؤول من مديرية الثقافة بولاية سطيف، أنها تعود إلى القرن الخامس للميلاد وامتد وجودها إلى غاية بداية القرن السادس ميلادي، مؤكدا أن المديرية كانت تحصي منطقة الخربة هذه كمنطقة أثرية، لكن اكتشاف المدينة في حد ذاته يعد جديدا وحدثا مهما، وأكد أن مختصين من المصلحة المعنية قد التحقوا بعين المكان وقاموا بمعاينة ميدانية للمدينة الأثرية المكتشفة ووقفوا على أنها مدينة تم تشيدها لتتخذ كمساكن لتتحول فيما بعد إلى مدافن ومقابر جماعية، وقد أكد ل"الأيام" أحد المهتمين بالمجال أن المدينة تخفي سرا كبيرا، حيث لم يستبعد تماما أن تكون قد شيدت من طرف طائفة دينية عاشت بالمنطقة في تلك الفترة، لكنها كانت مضطهدة، مما جعلها تشيد هذه المدينة التي تشبه كثيرا المتاهة، وهو أمر لم تؤكده المديرية المذكورة، لكن أحد الباحثين في التاريخ أكد ل"الأيام" أن الرومان هم من كانوا يحكمون المنطقة في تلك الفترة، إضافة أن الإرهاصات الأولى لانتشار المسيحية في شمال إفريقيا كانت في القرن الخامس الميلادي، وأضاف محدثنا أن الونداليين قاموا بالهجوم على معاقل الرومانيين المسيحيين وطاردوهم في كل مكان، وهو الأمر الذي يمكن ّأن يفسر وجود هذه المدينة ويثبت أطروحة وجود فئة مسيحية مضطهدة من قبل الونداليين، ومن جهتها أكدت مديرية الثقافة بأن المدينة عبارة فعلا عن متاهة، تحوي غرفا بطول المترين تقريبا، إضافة إلى مطامير بعمق المتر والنصف كذلك، نافيا وجود خريطة على الحائط كما اطلع عليها شباب المنطقة الذي عاين المكان، وكل ما في الأمر حسبه مجرد ترسبات، بفعل الاحتكاك والرطوبة، وكشف أن النموذج المكتشف لا يعد الأول من نوعه بل تم اكتشافه من قبل بعدة مناطق بسطيف، على غرار منطقة "مجونس" و"سكرين" بالقرب من عين ولمان، ومنطقة رأس الماء وغيرها، وأكد أن المدينة التي كانت مستعملة حينذاك، قد تم استعمالها كمقابر بعد ذلك، أما عن الأواني الموجودة بداخل الغرف فأكد ذات المصدر أنها عبارة عن أواني جنائزية، وكلها عبارة عن مجموعة قدور مختلفة الأشكال، ولم يستبعد محدثنا أن يكون صانعها واحد، قائلا إن المدينة تم توثيقها كلية بالصور المتوفرة لدى مديرية الثقافة بسطيف.