تحوّلت منطقة الخربة الواقعة ببلدية الرصفة جنوبي ولاية سطيف، إلى مزار للمئات من الفضوليين الذي يقصدونها لرؤية المدينة الأثرية التي تم إكتشافها صدفة بعد أشغال لتوصيل الغاز الطبيعي لتجمع راس أيسلي. أكد مصدر مسؤول ل''الخبر'' أن المدينة الأثرية المكتشفة بالرصفة تعود إلى القرن الخامس وبداية القرن السادس الميلاديين. وهو ما اتضح بعد إيفاد مختصين في الميدان للمنطقة مساء أمس من أجل أجراء المعاينة الميدانية. وقد وقف هؤلاء على أهمية الاكتشاف، الذي يعد حدثا تاريخيا مهما بالنسبة للمنطقة، حيث أكد مصدرنا أن المنطقة كانت مسجلة لدى الجهات المعنية، لكن المدينة تعد فعلا اكتشافا جديدا. ووصف لنا المختص المكان بالقول انه عبارة عن متاهة كبيرة، تحوي الكثير من الغرف التي تصل مساحتها لحوالي المترين تقريبا، والكثير من المطامير التي يصل عمقها لحوالي المتر والمتر والنصف، وتتربع على مساحة واسعة جدا. وأرجع محدثنا الحقبة التاريخية للمدينة للفترة المذكورة التي عرفت هجوم الوندال على شمال إفريقيا التي كان يحكمها الرومان والذين بدأ بعضهم يعتنق الديانة المسيحية، وأقر بأن المنطقة المكتشفة كانت في تلك الفترة ظاهرة للعيان، لكنها اختفت بفعل العوامل الطبيعية، والفيضانات وغيرها. وقد كانت تستعمل كمساكن لطائفة غير محددة، والتي حولتها فيما بعد لمقابر ومدافن لموتاها. والدليل، حسبه، هو وجود الكثير مما اسماه بالأواني الجنائزية، والمتمثلة في مجموع القدور التي عثر عليها من قبل عشرات الشباب الذي دخل المكان. وقد نفى محدثنا نفيا قاطعا وجود خرائط على جدران المدينة، حسب الصور الني نقلها لنا الشباب المذكورون. وقال بأن عوامل الطبيعية والرطوبة والترسّبات، كانت وراء ظهور ما يشبه الخرائط. واعتبر محدثنا أن المدينة المكتشفة توجد لها نماذج أخرى، على غرار منطقة مجونس وسكرين بعين ولمان ورأس الماء وغيرهما. وقد تم، حسبه، توثيق هذه المدينة بالصورة الفوتوغرافية. في حين ذهب أستاذ مختص في علم الآثار من جامعة قسنطينة، حسب الوصف الذي قدمته له ''الخبر'' هاتفيا إلى أن المكان المكتشف يشبه مدافن الكاكاكوند الرومانية، والتي قيل بأنها قد استعملت كمساكن فرارا من الوندال. وعلمنا من نائب رئيس البلدية رشيد بلقط أن المصالح المعنية قد أغلقت الخنادق المؤدية للمدينة من اجل حمايتها، في حين أكد أن القوافل البشرية لم تتوقف عن زيارة المكان منذ 3 أيام تقريبا.