ينتظر أن تشهد العديد من المعالم التاريخية والمواقع الأثرية بولاية سطيف ترميمات وإعادة تأهيل واسعة، وهذا بغية تثمينها من خلال مخطط أعد في هذا المجال• ولعل أول موقع سيشهد عملية الترميم الموقع الروماني الأثري "كويكول" الواقع بمدينة جميلة (55 كلم شرق سطيف) المصنف تراثا عالميا من طرف منظمة "اليونسكو" والذي يعود تاريخه إلى نهاية القرن الأول ميلادي باعتباره قطبا سياحيا وصرحا ثقافيا في غاية الأهمية، زادته قيمة عملية إعادة إحياء مهرجان جميلة الدولي ما سمح للعديد من الدول التعرف على الموقع عن قريب• وستمس هذه العملية التي استفادت منها الولاية في إطار المخطط الوطني لحماية وتثمين المواقع الأثرية وحماية التراث الوطني والمسجلة في نهاية 2006 من جهة أخرى 11 موقعا ومعلما تاريخيا، يرجع تاريخه إلى فترة ما قبل التاريخ وكذا الفترتين البيزنطية والرومانية وذلك بالنظر إلى الأضرار الكبيرة التي لحقت بها في السنوات الماضية بفعل المناخ واعتداء الإنسان• وتخص هذه العملية كذلك القلعة البيزنطية بحديقة التسلية وسط مدينة سطيف التي يعود تاريخ تشييدها إلى العهد البيزنطي بالمنطقة (سنة 539 ميلادي)، إلى جانب مواقع أثرية أخرى تم اكتشافها خلال فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر بقرى كل من تيغليست وكاف الزمام والخربة المتناثرة عبر إقليم دائرة عين أزال (جنوبسطيف) وتضم حجارة عليها رسومات ونقوش وعمولات نقدية وكذا أساسات لبناءات قديمة وكهوف ومنابع تعود إلى الفترتين الرومانية وما قبل التاريخ• كما ستمس هذه العملية مناطق أخرى بكل من دوائر صالح باي وعين ولمان وحمام السخنة (جنوب مقر الولاية)، حيث اكتشفت حجارة في شكل قوالب وأوانٍ منزلية إضافة إلى منابع مائية ومغارات كانت تستخدم آنذاك لحفظ المحاصيل الزراعية وتخزينها صنفها المختصون ضمن فترة التواجد الروماني بالمنطقة•