تعرف شبكة توزيع مياه الشرب بالشلف عموما وبلدية عاصمة الولاية خصوصا، اهتراءا كبيرا بالنظر إلى قدم الشبكة وعدم تجديدها منذ عقود طويلة من الزمن، الأمر الذي انجر عنه تسربات كبيرة في مختلف أنحاء الشبكة بالعديد من الأحياء الكبرى لعاصمة الولاية، بالنظر إلى اتساع حظيرة الولاية العمرانية والسكانية دون أن يرافقها توسيع في الشبكة أو تجديدها، وهو ما نعكس سلبا على طاقة إنتاج وتوزيع هذه الشبكة التي تبقى دون تطلعات السكان. وحسب رئيس مصلحة المياه الصالحة للشرب بمديرية الري للولاية، فإن الولاية استفادت من عملية كبيرة تتضمن تجديد كلي لشبكة توزيع المياه الصالحة للشرب على ثلاث مراحل، بغلاف مالي يفوق ال 300 مليار سنتيم، حيث أوضح ذات المسؤول أن الدراسة المتعلقة بالمشروع قد انتهت مؤخرا على مستوى المديرية العامة للجزائرية للمياه، أين تم إعداد دفاتر شروط لإنجاز وتجديد شبكات 10 بلديات على المستوى الوطني تمثل عواصمالولايات من بينها مدينة الشلف، وأرجع نفس المصدر التأخر في الانطلاق في المشروع إلى التحفظات التي سجلت على بعض بنود دفتر الشروط المعد من قبل اللجنة الوطنية للصفقات العمومية، والتي لم ترفع إلا مؤخرا، حيث سيتم قريبا الشروع في الإجراءات الإدارية المتعلقة بالإعلان عن المناقصات الوطنية أو الدولية لاختيار المقاولة أو المقاولات المكلفة بالمشروع الذي يعد الأضخم من حيث قيمة الاعتماد المالي المرصود له حتى الآن.
كما أن الهيئة المعنية بالإشراف على هذا المشروع قد أسند إلى مؤسسة الجزائرية للمياه أي المديرية العامة بالعاصمة، فيما فاز مكتب دراسات إسباني - برتغالي يسمي "كوبا" بإعداد الدراسة التقنية للمشروع هذا الأخير تم تقسيمه إلى ثلاث مراحل، إذ ستشمل الشريحة الأولى مركز المدينة وبعض الأحياء البناءات الجاهزة وتهيئة مضختين بحي "عروج" و"الحسنية"، لإعادة الضخ من سد "سيدي يعقوب" وتشمل الشريحة الثانية تهيئة وتجديد شبكة توزيع المياه الصالحة للشرب الأحياء القريبة من مركز المدية على أن تشمل الشريحة الثالثة والأخيرة باقي أحياء مدينة الشلف، كما يعول على مشروع محطة تحلية مياه البحر بمنطقة "ماينيس" غرب مدينة "تنس" والتي ستنتج مستقبلا ما يصل إلى 200 ألف متر مكعب في اليوم الأمر إلي سيسمح بتقليص نسبة العجز المسجلة حاليا ومن شأن هذه المحطة أن ترفع حصة الفرد الواحد من المياه الصالحة للشرب إلى 200 لتر في اليوم. حيث أن مدينة الشلف تتزود حاليا من المياه السطحية عبر سد "سيدي يعقوب" بدائرة "أولاد بن عبد القادر"، وبعض المياه الجوفية المخزنة بالآبار والتي هي غير كافية خاصة مع ارتفاع الطلب على هذه المادة الحيوية خلال فصل الصيف، خصوصا مع إنشاء رواق "الشلف، تنس والقلتة" والذي يمون ما يصل إلى 13 بلدية من الجهة الشمالية للولاية بالمياه الصالحة للشرب، عبر القناة الرئيسية الممتدة على طول 60 كيلومترا، وسيعزز هذه المشروع الحيوي من قدرات شبكة التوزيع بالولاية إذ سيتم تحويل جزء من مياه سد "سيدي يعقوب" المستغل حاليا في مياه الشرب إلى القطاع الفلاحي، وذلك عبر تخصيص حصص من مياه السد لسقي المحيطات المزروعة القريبة. للإشارة تقدر الاحتياجات ب 168 متر مكعب في اليوم للشخص الواحد بالنظر إلى ارتفاع عدد سكان الولاية الذي يفوق حاليا المليون نسمة، مع العلم أن نسبة الربط بشبكة توزيع المياه الصالحة للشرب بالولاية وصلت إلى 88 بالمائة، في حين تقدر نسبة الاكتفاء من هذه المادة الأساسية تصل إلى 70 بالمائة، تأتي في معظمها من المياه الجوفية لغياب منشآت فنية كافية وقادرة على استيعاب كمية المياه المخزنة بتراب الولاية.