تم أول أمس في دار الثقافة بتيزي وزو تقديم محاضرة حول المفكر الراحل محمد أركون بحضور جمهور غفير تناولت الرصيد الفكري والمعرفي لهذا المفكر الجزائري المختصّ في الإسلاميات. وأوضح الباحث في العلوم الاجتماعية فوضيل بومالة في هذا الصدد أن المفكر الإسلامي محمد أركون كان قد أعد 30 حصة إذاعية لراديو الشرق (فرنسا) خصّ بها "أهم السلوكيات الإسلامية السليمة". مضيفا في هذا السياق بأن المفكر الإسلامي الجزائري محمّد أركون ألّف العشرات من الكتب خلال 50 سنة من العطاء كمدرس وباحث تبيّن في طياتها كيفية تحقيق حوار الحضارات (الشرق والغرب)والديانات التوحيدية الثلاث (الإسلام والمسيحية واليهودية) وذلك عبر إعادة قراءته ونقده لجملة الأحكام المسبقة و" الطابوهات حول الآخر "التي احتوتها كلتا الحضارتين الشرقيةوالغربية. وذكر المحاضر أن محمد أركون استغل في أعماله أدوات وميكانيزمات علمية مثل العقلانية التي استلهمها من الطفرة المعرفية الرّهيبة التي بلغتها حاليا المجتمعات الغربية. وأشار بومالة في محاضرته أنه لفهم كتابات محمد أركون التي تطغى عليها المسحة الإنسانية "يجب على القارئ أو الجامعي الاطلاع على الأدباء الكبار الثلاثة الذين تأثر بهم وهم " أبو حيان التوحيدي"و "ابن رشد" و"المسكوي". وذكر أنه يعود الفضل إلى محمد أركون في "تطوير مفهوم المخيال الجماعي لأي شعب" و"الإسلاميات التطبيقية" التي حاول في 1989 وبجامعة السّوربون بباريس إنشاء قسم مختص لها. كما شرع المفكر محمد أركون-يضيف المحاضر- في وضع أولى التصورات لعلم ما يسمى راهنا " فهم العقليات البشرية المتنوعة والمختلفة "وذلك عبر استنجاده بآخر ما توصّلت إليه علوم الإنسان ككل من الأنتربولوجيا علم النفس التحليلي واجتماع ولسانيات وغيرها من تحاليل موضوعية نيرة. وأوضح المحاضر أنّ المفكّر الراحل محمد أركون يعتبر مع مالك بن نبي ومحمد تزروت المتوفين في 1973 "من عظماء الثقافة الجزائرية" الذين تركوا بصماتهم على مستوى المكتبات العربية والإسلامية والغربية والعالمية "لكن للأسف زبدة عملهم لم يستفد منها كما ينبغي".