اعتبر الدكتور بن مزيان بن شرقي، خلال افتتاح الندوة التي نظمها أمس مخبر الدراسات الفلسفية ل''جامعة الجزائر ''2 تحت عنوان ''قراءات في مشروع محمد أركون''، أن المفكر الراحل كان منفتحا على كل فلسفات عصره، ووجدت أطروحاته حيزا لها ضمن الفكر العربي المعاصر· كما أن الراحل أثبت من خلال أبحاثه، أن الفكر الإسلامي بإمكانه التجاوب مع معطيات وتطورات العالم الحديثة، حيث برز ذلك في مشروع أركون الفكري وتجربته العلمية التي بناها وفقا لتصوراته التي آمن بها إيمانا قاطعا· وأكد المحاضر أن الفيلسوف كان صادقا وذا نية سليمة، لكنه لم يُفهم وأثار الجدل من حوله، وهو ما عبر عنه أركون بذاته في إحدى موسوعاته بالقول ''أشعر بقلق كبير عندما أرى هؤلاء الذين يعاتبونني ويوجهون لي القول الباطل ضد ما أكتب وأنشر·· فهم لا يقرأون لي بإمعان ما عبرت عنه بمصطلحات تدفع إلى التدبر''·وفي السياق ذاته، تناول الأستاذ محمد نور الدين جباب شقا هاما من مسيرة الباحث أركون المتمثل في موقفه من ''الاستشراق'' وأهم مواقفه التي عبر عنها في هذا الحيز· فيما قدم الدكتور السعدي بن أزوار قراءة في ''علمانية'' الفيلسوف التي أثارت جدلا كبيرا بالرغم من ثقة الجميع بجزائرية الرجل وعروبته، موضحا أن ''محمد أركون جزائري بفكره وميلاده وجنسيته، كما شكلت مواضيع الإسلام وقضايا الأمة الإسلامية والحضارة العربية الإسلامية، همه وانشغاله الأكبر''· ومن جانبه، ناقش الكاتب والناقد أحمد دلباني موضوع ''الفكر النقدي والإنسية عند محمد أركون'' من خلال أبحاثه وموسوعاته على غرار ''الفكر الإسلامي'' و''تاريخية الفكر العربي الإسلامي'' و''الفكر الإسلامي·· قراءة علمية'' و''أين هو الفكر الإسلامي المعاصر''، وغيرها من المؤلفات التي لا تزال تشهد على مواقف الفيلسوف الذي مات بعدما اكتمل مشروعه الذي كلفه 50 عاما من البحث والتحليل، على حد قوله·من ناحية أخرى، شهدت الندوة الفكرية مشاركة واسعة لأستاذة ومختصين وباحثين جاءوا من مختلف الجامعات الجزائرية، وناقشوا المشروع الفكري للفيلسوف أركون بالوقوف عند أهم محطاته الشخصية والعلمية وتقديم بعض الشهادات من أساتذة كانت لهم معه علاقات شخصية· وتضمن برنامج الندوة التي افتتحها الأستاذ زبدي نيابة عن رئيس ''جامعة بوزريعة'' جلستين علميتين تناولت الأولى مجموعة من المحاور الأساسية المتعلقة بحياة أركون العلمية وأهم أبحاثه التي استنبطها من عدة مناهج لعلوم هذا العصر على غرار علوم اللغة والدراسات الإنثربولوجية· كما خصصت الجلسة الثانية للحديث عن أهم تصورات الفيلسوف واعتقاداته من خلال عدة محاور أهمها ''الإسلام والحداثة عند أركون'' قدمها الدكتور منير بهادي و''محمد أركون·· فهم الإسلام والمسلمين'' لإبراهيم سعدي، إضافة إلى مداخلة بعنوان ''الممارسة النقدية عند أركون'' ألقاها الأستاذ عبد الغني بن علي، لتختتم الجلسة بمداخلة للأستاذ الجامعي صالح فرحان حول استعرض فيها مشروع محمد أركون وخصوصياته الفكرية والفلسفية·