أكد الأسير الفلسطيني المحرّر «رأفت حمدونة»، مدير مركز الأسرى للدراسات، أن تدويل قضية الأسرى مسألة تتطلب جهدا فلسطينيا وعربيا وحتى أجنبيا من خلال توسيع دائرة الاهتمام الإعلامي بهذه المسألة، ويرى في ذلك وسيلة ناجعة لتشكيل رأي عام ضاغط، مشيرا إلى عدم الاكتفاء بالنشاطات الموسمية العابرة فقط. اقترح «رأفت حمدونة»، عضو لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية، ضرورة العمل على تدويل قضية الأسرى من خلال الاهتمام الإعلامي الكافي ليتعرف العالم على طبيعة وحجم المعاناة التي يلاقيها الأسرى في السجون وأهاليهم خارجها، مؤكدا أن «مهمة الإعلام بوسائله المختلفة من أهم الأشكال للوصول لهذا الهدف». واستنادا إلى ورقة العمل التي بعث بها الأسير المحرّر إلى مؤتمر الجزائر حول الأسرى الفلسطينيين، حملت عنوان «نحو إستراتيجية إعلامية من أجل تدويل قضية الأسرى»، فإن المطلوب هو إيجاد أحسن وسيلة لتدويل قضية الأسرى، ولا يرى في توصياته أكثر من توحيد «جهود جماعية فلسطينية وعربية وجاليات في دول غربية وأجنبية، وهذا الأمر يحتاج لعقد المزيد من المؤتمرات الخاصة بالأسرى في عواصم عربية وغربية، وفى دول متنفذة بالقرار للتعريف بهذه القضية». وحسب التصوّر الذي قدّمه «رأفت حمدونة» لوكالة «معا» الفلسطينية، فإنه «من خلال هذا الجهد يتم تشكيل رأي عام ضاغط يساهم في الضغط على المؤسسات الدولية المعنية بهدف التخفيف عن الأسرى والعمل الجدي على إطلاق سراحه»، معتبرا أن «السفارات العربية والفلسطينية والدول الصديقة في الخارج، عليها واجب التحرّك وخاصة في الموضوع الإعلامي أسوة بالسفارة الإسرائيلية»، حيث اقترح تنظيم أنشطة لدعم قضية المعتقلين وعقد المؤتمرات الصحفية عند كل انتهاك بحق الأسرى. وجاء في مضمون التوصيات كذلك أنه «من الضروري التعريف بهذه القضية في الساحة الدولية لاستمالة الرأي العام العالمي لصالح هذه القضية»، مثلما أدرج في الورقة توصية أخرى تتمثل في «وضع خطة إستراتيجية تعتمد على التكامل والتراكم واستخدام كافة أشكال العمل الإعلامي، باعتبارها قضية فلسطينية عربية إسلامية مُقدّسة»، وبالتالي «واجب على كافة وسائل الإعلام المختلفة منحها المساحات الكافية وتفعيلها ومساندتها، بما يوازي حجم الانتهاكات والجرائم التي يتعرض لها الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي». واشتملت اقتراحات مدير مركز الأسرى للدراسات إنشاء ما أسماه «لجنة عربية إعلامية كحلقة وصل بين الجهود لعدم بعثرتها، وتكامل عمل وسائل الإعلام بعيدا عن التجاذبات السياسية والمصالح الحزبية، والعمل على احتضان كل تلك الوسائل ومندوبيها ووضع إستراتيجية إعلامية متكاملة تخدم الأسرى وذويهم»، إضافة إلى «أهمية إبراز الجانب الإنساني والاجتماعي والحديث عن مخلفات الاعتقال وتبعاته على الأسرى والزوجة والأطفال، والبعد عن العمل التقليدي بالتركيز فقط على انتهاكات الاحتلال بحق الأسرى في السجون». وطالب كذلك بعدم التعامل مع قضية الأسرى بشكل موسمي كيوم الأسير الفلسطيني، بل إبقاء الفعاليات حية ومقسمة على مدار العام، وأكثر من ذلك فإنه دعا إلى استغلال الصور التي أظهرها جنود الاحتلال والمجندات «مثل رقص الجندي حول أسيرة مقيدة ومعصبة الأعين، وتعامل المجندات مع الأسرى عبر الحواجز وغيرها لتعريف حقيقة الجندي الإسرائيلي المتطرف والذي أبرزته إسرائيل باطلة للعالم على أنه الجندي الأكثر أخلاقا في العالم». وفي السياق ذاته طالب «رأفت حمدونة» بإنشاء فضائية عربية للأسرى تعنى بهذه القضية وتقدم برامج شاملة عن معاناة الأسرى وأهاليهم، وانتهاكات الاحتلال بحقهم، وتُقدّم برامج باللغة الإنجليزية لمخاطبة الرأي العام العالمي لتغيير الصورة النمطية السلبية التي يطلقها الاحتلال بهدف تشويه صورة النضال الفلسطيني والعربي ضدّ الاحتلال، والعمل على إفراد مساحات كافية لبرامج الأسرى في الفضائيات العربية للتعريف بقضية الأسرى ومعاناة أهاليهم وانتهاكات الاحتلال بحقهم.