يتوقع منتجو الزيت وأصحاب المعاصر بولاية جيجل تراجعا في إنتاج زيت الزيتون هذا الموسم، مؤكدين تدهوره من سنة إلى أخرى وهذا منذ السنوات القليلة الماضية، وبحسب هؤلاء فإن الأمر يعود إلى الأمراض التي تسببها الحشرات التي تفتك بأشجار الزيتون، بالإضافة إلى العوامل الطبيعية الأخرى كالحرائق التي تتلف سنويا مساحات معتبرة منها. هذا إلى جانب ترك العديد من العائلات لأراضيهم بالأرياف والمناطق النائية وتفضيل النزوح نحو المناطق الحضرية، زيادة عن أسباب طبيعية أخرى كالتقلبات الجوية التي أعاقت عملية الزرع وأضعفت مردودية الإنتاج، تضاف إليها مشاكل نقل وتسويق الزيتون من وإلى المعاصر لاسيما بالمناطق الجبلية البعيدة والنائية، أين يتكبد فيها الفلاح عناء النقل والانتظار طويلا، وهو ما يدفعه إلى الاعتماد على الطرق التقليدية في الطحن والعصر وهو ما من شأنه أن يجعل نسبة الإنتاج أقل مما هي عليه في المعاصر الحديثة. هذا ومع اقتراب موعد نهاية حملة الجني بعدما أن جند ملاك أشجار الزيتون كل إمكانياتهم المادية والبشرية وبخاصة منهم النسوة اللائي اعتدن التكفل بهذا النشاط الفلاحي في جو عائلي يسوده التعاون والتكافل، وهي المظاهر التي كثيرا ما نشاهدها في مثل هذه المواعيد من كل عام، زيادة على كل هذا يسجل أيضا ندرة المادة الأولية التي أنشئت من أجلها، وهو ما أدى بأصحابها إلى الاستنجاد ببعض الولايات الأخرى المجاورة والمنتجة للزيتون حتى يتسنى لهم العمل وتسويق الزيت الذي من المتوقع أن يصل ثمنه إلى ال 600 دينار للتر الواحد. هذا وسبق للمصالح الفلاحية وأن دعت الفلاحين إلى إعادة إحياء هذه الشعبة الفلاحية من خلال المشاركة في حملات الغرس، وكذا الاستفادة من دعم الدولة لهؤلاء المنتجين بأشجار الزيتون، في مسعى منها لتطوير إنتاج هذه الشعبة وطنيا، وهو ينقسم إلى قسمين إذ يتعلق الأول منه بالاستفادة عن طريق المديرية الوصية بالنسبة للفلاحين المصرح بهم عن طريق بطاقة فلاح، في حين يتعلق القسم الثاني بالاستفادة من الدعم المذكور عن طريق محافظة الغابات لفائدة المواطنين الراغبين والقاطنين بالمناطق الجبلية الذين يمتهنون الفلاحة الجبلية التي تتمثل في غرس أشجار الزيتون في أراضيهم، حيث وصل حجم الدعم إلى مائة في المائة بالنسبة للغرس بالإضافة إلى دعم الأسمدة الذي وصل حدا لا بأس به، وهو البرنامج الذي سيتواصل إلى غاية 2014، ويهدف إلى غرس آلاف الهكتارات، مما قد يؤدي بالنهوض بشعبة الزيتون من جهة وتدعيم السوق بمادة الزيت بالقدر الذي يتلاءم والعرض في الأسواق.