لا يزال سكان بعض القرى الشرقية لولاية البويرة يقطعون الطريق السريع باتجاه مشاتيهم وحقولهم وسط مغامرة كبيرة بأرواحهم، في ظل عدم الأخذ بمحمل الجد مطلبهم المتضمن ضرورة إنجاز ممرات علوية تسمح لهم الوصول بأمان إلى وجهاتهم المختلفة، والخطر يزداد حدة خاصة في هذه الفترة تحديدا كونها تتزامن مع حملة جني الزيتون. وهو ما جاء على لسان عدد من السكان القاطنين بمناطق مختلفة وذلك على مستوى كل من جنوب «بشلول» و«العجيبة»، حيث تضطر الكثير من العائلات إلى الالتحاق بالحقول في الصباح الباكر، وترغم وقتها على اجتياز الطريق السريع في فترة عدم وضوح الرؤية بسبب الضباب أو الرطوبة لا لشئ إلا لأن الممرات العلوية والسفلية التي أنجزتها شركة «توديني» الايطالية بهذا الشطر على مسافة تصل إلى 26 كلم لم تراع فيها نسبة الكثافة السكانية وحجم المرور اليومي لكل قرية، حيث تعتبر هذه الممرات بعيدة عنهم ما يعني أنها لن تكون في متناولهم لاستعمالها، لأن الراجل في حالة مروره عبرها سيجعله يقطع ضعف المسافة للوصول إلى وجهته، وهو ما يعني أنه بات من الضروري -يضيف هؤلاء- أن تتدخل مديرية الأشغال العمومية لتدارك هذه النقائص ولتفادي وقوع كارثة على مستوى هذا الطريق السريع، خاصة وأن معظم سكان تلك القرى بما فيهم النساء، الأطفال والشيوخ يقطعون هذا الطريق يوميا بصفة اضطرارية، لأن المسالك الفلاحية التي كانت تستخدمها في السابق زالت مع أشغال إنجاز هذا الطريق الوطني الذي يربط الشرق بالغرب. ويروي بعض السكان عن مجازفاتهم اليومية مع مخاطر إرهاب الطرقات، وفي هذا الصدد أكد عدد من التقيناهم أنهم نجوا في العديد من المرات من حوادث مميتة كانت على وشك الوقوع، جدير بالذكر أن أكبر شريحة مهددة بالهلاك في أي لحظة يمثلها أولئك المتمدرسون خاصة منهم القاطنون بقرى «بشلول» ك«أولاد شايب»، هذا كما تحدث سكان قريتي «المدرسة» و«بوعكاش» التي أنجزت فيها ممرات سفلية في مواقع غير ملائمة لاسيما تلك الموجودة بمناطق غير آهلة بالسكان، عن صعوبة التحاقهم بحقولهم، وهو ما يستدعي حسبهم التدخل العاجل في مسعى منهم للتنبيه بخطورة الوضع قبل حدوث كارثة ما.