ناشد سكان قرية زيراوة، بلدية قاديرية، السلطات المحلية لولاية البويرة، بالتدخل الفوري لوضع حد أمام جملة من الأخطار، تهددهم ناجمة عن شركة كندية، اتخذت من الممر الوحيد الذي يربط قريتهم بالطريق الوطني المؤدي للمدينة مقرا لها، مع ما يترتب عن ذلك من عراقيل ومخاطر صحية. وكانت شركة" لافالا" الكندية، قد استقرت منذ حوالي ثلاثة شهور بمحجرة الكاليتوس، شرقي بلدية قاديرية، أين نصبت ورشاتها في إطار مشروع ربط قنوات سد كدية إسردون بعدة نقاط منتشرة عبر تراب الولاية. وبحسب المتحدث باسم سكان القرية، البالغ عددهم نحو 1500 نسمة، فإن اختيار موقع الشركة، تم دون استشارتهم لإبداء ملاحظاتهم، في حين يشدد رئيس بلدية قاديرية على أن العملية تمت وفق الشروط المنصوص عليها في مثل هذه الحالات، إذ تم تعليق إشعار بلوح الإعلانات بدار البلدية، وخلال الفترة الزمنية المحددة قانونا، لم تتلق مصالح البلدية أي ملاحظة من السكان، الذين أنكروا بدورهم إطلاعهم على الإشعار. ويسجل سكان القرية الذين أبلغوا مدير الشركة المعنية ووالي الولاية احتجاجهم، عدة مآخذ على استقرار المؤسسة الكندية بهذا الموقع واتخاذ النفق الذي يعتبر ممرا وحيدا لهم في تنقلاتهم بين القرية والمدينة عبر الطريق الوطني رقم 5، موقفا لشاحنات وآليات الشركة، مما تسبب في سد الممر أمام السكان، ما يعني إجبارهم على اتخاذ مسلك آخر بإضافة كيلومترات عدة، كون القرية معزولة عن الطريق الوطني بالطريق السريع الذي يفتتح بعد أيام قليلة، كما أنها محاطة من كل الجهات بمجرى وادي يسر. وفي تصريح ل "المستقبل"، أحصى المتحدث باسم سكان القرية، عددا آخر من المآخذ، فبالإضافة إلى سد الممر في وجوههم، بعد أن صار موقفا للشاحنات، هناك أيضا مشكلة تتعلق بالغبار الكثيف المنبعث من المرملة والمحجرة المستعملتين في المشروع، ومكمن الخطر كما يضيف محدثنا، لا يتوقف عند حد إتلاف مزروعاتهم التي تشكل مصدر رزقهم، بل يمتد ليهدد صحة الإنسان، خاصة وأن عددا كبيرا منهم يعانون من أمراض تنفسية. وأمام هذه المآخذ، طالب سكان القرية من السلطات المحلية اتخاذ تدابير عاجلة، منها تجهيز وتفعيل جزء احتياطي من الطريق الرابط بين المحجرة والقرية، تعويضا عن النفق المسدود بفعل شاحنات الشركة، وذلك في انتظار إعطاء أوامر بمنع توقف الشاحنات داخل النفق، إضافة إلى أخذ تدابير وقائية من الغبار الكثيف المنبعث من المرملة والمحجرة الذي تنقله حركة الرياح باتجاه السكان وحقولهم، ووضع تدابير وقائية من الضجيج المنبعث من الورشات، خاصة مع احتمال اعتماد الشركة نظام العمل بالمداومة لاتمام المشروع في آجاله. ويعلق سكان القرية آمالا كبيرة على الوالي، كون الموضوع خارج اختصاص البلدية، لأن الأرضية محل الإحتجاج تابعة لأملاك الدولة ولا يحق للبلدية أن تتصرف بشأنها.