أفيض مع الأماني القادمة،أتلألأ مع باقي النّجوم، ثم أنهمر سيل مطر أو أنتهي رقصة مبتكرة على خاصرة غجرية.....لا يهم فقد توعدني الصبر خيرا و ها أنا أمتثل للآتي الجميل حتما دون أن أستشير هذا الذي استبقاني أو ألومه .فهل فاتني حدث ما؟ ولادة لتأريخ جديد؟ ثورة ما لشعب لبسه القهر زمنا؟ أتحين كل فرص الخضوع ،أخلعها الواحدة تلوى الأخرى،أزهو بحللي كثيرة الألوان أبهى عروس. إننا نشهد لحظة متميزة لعظمة شعب تونس و هو يعطي صدق برهانه, ونشهد لحظة فرنسية مميزة بتقهقرها و تخلفها واحتقارها لإرادة الشعوب و مطالبتها بكرامتها .لا جديد إذن في تاريخ فرنسا الحديث,فرنسا ومعها أوروبا التي تفخر بحرياتها المتعددة ،لا تريد لنا ما لها،لا غرابة فالتاريخ يسخر دائما من أبطاله وطغاته!..فهل استيقظت المعاني كلها من سباتها؟.......الأمر بالغ الخطورة !تحينت فرصة لفرح لا مشروط، إعتدلت في جلستي، لماذا أشهرت ثورة الياسمين إزدراءها في وجه بلدان حوض الأبيض المتوسط ؟هذه التي تدعي صداقتنا حين تقودها الظروف للحديث عنا؟ ربما ما يعني الأوروبيين في النهاية هو اتساع الخيمة في بلداننا المتخلفة بجدارة والفارغة من كل مشروع حضاري يضمن كرامة الإنسان و مستقبله و هذا يخدم الهوس الأوروبي بكل ما هو غرائبي وبعيد عن حضارتهم المادية ليس إلا؟ثم الإشادة بنا و بجلادينا نكاية بالحراقين.. حاولت الضحك دون أن أضع كفي على فمي لأخفي ضحكتي ،فرنسا المتشدقة بالديمقراطية و الحرية و المساواة يعز عليها أن تتحرر شعوب جاري يا حمودة .....وهزّ البطون للسواح القادمين من مدن الصقيع ومجتمعات تشيخ و تشيخ من البرد...كنت أبالغ في إخفاء ضحكتي رغم سخرية صديقتي"ماري" مني كلما شهدت يدي تكتم ضحكتي.... لم أعد أحتمل هذا الصبر على التمثيل أو ربما تمثيل الصبر،هذا الفن الجليل الذي تتقنه كل النساء؟لم يعد جارنا حمودة يستسيغ الأنس و ها هو يحرق يأس ذله بنيران الصبر دخلت في طقوس عادية،لا وقت لي للتذمر،و كل الشعوب تعرفت على جلاديها،و أطلقت إشعارا بالإطاحة بهم. صار الطريق واضحا والهدف مضمون! كنت أتدرب على التشبث بالنجوم كي لا أسقط بين أسنان تلك الرتابة،لم يعد لمعناي حدود....صرت كل المعاني ...صرت بلا حدود! لطعم الصباح في فمي وعد الليمون.لم أهتم أبدا بتسجيل نشيدي في قواميس المعاني الجديدة!لقد انشغلت بتحرير مقتنياتي من أشكالها السائدة!لأنني ابتليت بأن أشتهي هذا الممنوع وأشهد كل هذا الارتجاج! ثم هذا الطوق الجميل من ظفرة أزهاري التي هي من حوض الدار،وهذا النص المستحيل الذي لا يمل من العصيان ،و لا أمل من شن ثوراتي ورفضي لكل ما عداه ! واعية بضعفي وقلقي! لكنني ككل المغامرين والمجانين مستميتة في اللعب بهذه الحرائق الفاتنة... أستحي من أعين الزوايا المتربصة بي....جواسيس هي للزمن القادم تمارس قمعها غير المشروع الآن مقهورة وموجوعة صرختي القادمة..تتكرر وتتكرر ولا هم لها سوى الصراخ مرة ومرة والإعلان عن سئمها المسافر...ولا مفر لها من تفسير الأشياء أو تغييرها.....بعدها لاشيء، فقد أمتثل لحلاوة هذا الصبر الجميل وأغني مع جيراني: جاري يا حمودة......دبر علي....تعرفون طبعا بقية الأغنية.