أفصحت الصحف العبرية عن مدى القلق المسيطر على صناع القرار السياسي والأمني في إسرائيل بسبب التهديد الذي يتعرض له نظام الرئيس حسني مبارك جراء الاحتجاجات المطالبة باستبدال نظام حكمه. وتناولت الصحف والإذاعات والقنوات التلفزيونية اجتماعات تقويم الوضع التي أجريت السبت في ديوان رئيس الوزراء ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع بمشاركة الوزير المتطرف إيهود باراك ورئيس الأركان غابي أشكينازي، إضافة إلى اتصالات المسؤولين الإسرائيليين مع نظرائهم الأمريكيين لتدارس الأوضاع. ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن قائد القوات البرية السابق المتطرف يفتاح رونتال قوله "لا شك أن هذا الحدث دراماتيكي وتاريخي وإن غادر مبارك مصر على متن طائرة أو لم يفعل ذلك فنحن على ما يبدو في نهاية عهد مبارك". وأشارت إذاعة الجيش إلى أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية تنظر إلى السلام مع مصر باعتباره كنزا إستراتيجيا في الوقت الذي تسود فيه تخوفات من أن زعزعة الوضع في مصر ستؤدي إلى سيطرة منظمة إسلامية متطرفة على الحكم. وهذا يستوجب من إسرائيل أن تقوم بتغيير إستراتيجي في تقديرات الجيش، لأن ثلاثة عقود من السلام مكنت المؤسسة العسكرية من توفير العديد من الموارد. لا بديل لمبارك لدى إسرائيل والتفتت صحيفة يديعوت أحرونوت إلى تصدير الغاز المصري إلى إسرائيل فقالت إنه ما زال "مستمرا رغم الأحداث الجارية" وإنه رغم أعمال الشغب في شمال سيناء فإن أنبوب إمداد الغاز الذي يمر من هناك لم يمس. لكن في حال المساس بإمدادات الغاز فإن لدى شركة الكهرباء الإسرائيلية احتياطيا يكفي لمدة قصيرة فقط تمكنها من تبديل الغاز المصري بغاز من مناطق أخرى. وتنقل يديعوت عن وزير الأمن السابق بنيامين بن إليعازر -الموصوف بأنه مقرب من القيادة المصرية- قوله في سياق حوار إن وضع إسرائيل أصبح أسوأ، وإن الوضع في مصر ليس بسيطا، "بل هو خطير بالرغم من توقع القيادة المصرية واستعدادها لذلك". وبحسب بن إليعازر فإنه لا يوجد بديل لمبارك، وإن الإخوان المسلمين ليسوا في الصورة، ولا يوجد قيادة مقابل القيادة القائمة، وإنما الشارع فقط. وفي مقال في الصحيفة ذاتها يرى إيتمار إيخنر أن "إسرائيل بقيت بعد ثورة مصر وحدها بدون حلفاء وأن هذه العملية بدأت منذ سنتين مع انهيار الحلف الإستراتيجي مع تركيا". ويضيف في المقال المعنون "بقينا وحدنا" أنه من الشرق "بقيت إسرائيل مع نظام الملك عبد الله الشكاك الذي يتهم إسرائيل بالجمود السياسي، يحذر من الكارثة ويرفض اللقاء مع نتنياهو"، ومن الشمال في أعقاب سقوط حكومة سعد الحريري "وصعود حكومة الدمى بسيطرة حزب الله، فإن المعسكر المعتدل في الشرق الأوسط فقد محورا هاما". أخيرا صحا مبارك وفي مقال نشر في معاريف يحلل بن كسبيت خطوات مبارك بعد انطلاق الاحتجاجات قائلا "أمس (الأحد) فقط صحا. أقال الحكومة وأدخل إلى الصورة عمر سليمان. الأمر لم يحسم في القاهرة بعد، ولكن المؤشر قائم. مصر تتغير أمام عيوننا. ليس واضحا بعد في أي اتجاه. ولكن عصرا جديدا على الأبواب. لا أدري هل سيكون خيرا أم شرا، المؤكد هو أن أفضل مما كان لن يكون بعد اليوم". أما الزعيم السابق لحزب ميريتس يوسي بيلين فيدعو في مقال نشرته "إسرائيل اليوم" الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى التدخل وإنقاذ مبارك كي لا تقع مصر بأيدي من وصفهم بالمتطرفين الإسلاميين. ويقول "إن إسقاط نظام حكم حسني مبارك وسيطرة جهات إسلامية متطرفة على هذه الدولة الضخمة هو سيناريو. يجب أن يقرر أوباما أيساعد على ذلك بعدم التدخل أم يهب لمساعدة واحد من أهم حلفائه القليلين في الشرق الأوسط".