تتواصل ببهو قصر الثقافة مفدي زكريا المعرض الخاص بالفينيقيين في الجزائر ويمكّن هذا المعرض -الذي يتواصل شهرا كاملا- الزّوار من اكتشاف جوانب متعددة في الثقافة الفينيقية عبر التحف الأثرية المعروضة والتي تحكي فصولا من الحضارة الفينيقية. ويقدّر عدد القطع الأثرية المعروضة ب 250 قطعة أثرية لتلك الحقبة. ويتواصل المعرض الذي يحمل عنوان "الفينيقيين في الجزائر.. طرق التجارة بين البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا السوداء" إلى غاية نهاية شهر فبراير القادم. ومن ضمن التحف المعروضة مجسمات لتماثيل من الطين والفخار وأباريق ويقاطين وتميمات من البرونز وقارورات للعطر ومختلف الحلي الذهبية ولتمكين الزائر من معرفة الحقبة التاريخية للتحف تم إرفاق هذه الأخيرة بملصقات للشرح مجتمعة في ديكور. كما يحوي المعرض تشكيلة من اللوازم التي كانت توضع في القبور وقطع الأضرحة الملكية أو التي كانت تستعمل خلال الشعائر الثقافية حيث تحمل الزائر نحو عالم بعيد خرافي وسحري. وتم اكتشاف معظم هذه المعروضات خلال عمليات الحفر التي تمت في مختلف المواقع الأثرية للمدن التي مارس فيها الفينيقيون تجارة مثل تيبازة وشرشال وقالمة وسطيف تلمسان وجيجل. وأوضحت أمال سلطاني المديرة العلمية للمعرض لموقع الإذاعة الجزائرية أن المعرض يعكس العلاقة الموجودة بين السكان النوميديين والبحارة الفينيقيين الذين جاؤوا من المشرق بحثا عن المادة الأولية والتحف المتواجدة به تتعلق بالفترة الممتدة من القرن السابع قبل الميلاد حتى نهاية حكم بطليموس ابن يوبا الثاني حيث عمل الباحثون على انجاز المعرض من مختلف المتاحف الوطنية التي شاركت بمجموعات قيمة. وأبرزت سلطاني أن الزائر للمعرض سيكتشف مسار فينيقيو الحوض المتوسط نحو الصحراء مشيرة إلى أن المناظر التي تكفل بها الطرف الإيطالي تتطابق تماما مع موضوع المعرض الذي يحاول إبراز الثقافة الفينيقية في الجزائر ودورها كحلقة وصل بين عالم شمال إفريقيا والعالم الأوروبي إلى جانب تثمين الحضارات النوميدية المحلية".وتتشكل بعض القطع من مادة عتيقة لمختلف الدعائم الأثرية. ويتم سرد الحياة اليومية لتلك الحقبة عبر الأواني ذات الاستعمال المنزلي والمهن التقليدية التي كانت تشكل خلال تلك الفترة أساس الاقتصاد الحضري.وأوضحت لورينزا ليا المديرة العلمية لمعهد دراسات الحضارة الإيطالية في البحر المتوسط أن المعرض جاء نتيجة عمل وتنسيق بين الجزائر وإيطاليا في المجال الثقافي مؤكدة على أهمية المعرض خاصة وأنه يتواصل على مدى شهر كامل .