ستتزيّن أروقة قصر الثقافة ''مفدي زكريا'' لمدة شهر كامل بفضاء لمحاكاة الفترة الفينيقية التي مرّت على الجزائر عبر معرض يقترحه المجلس الوطني للبحث الإيطالي بالتعاون مع وزارة الثقافة الجزائرية تدعيما للأواصر الثقافية البينية وتجسيدا لاتفاق التبادل الموقّع عام .2006 وللحديث عن حيثيات هذا المعرض المنظّم إلى غاية 20 فيفري القادم، عقدت مساء أمس، بقصر الثقافة، ندوة صحفية جمعت القائمين على هذه التظاهرة من الجانبين الجزائري والإيطالي، حيث أكّدت محافظة المعرض من الجانب الجزائري السيدة أمال سلطاني أنّ المعرض الموضوع تحت الرعاية السامية للرئيسين الجزائري والإيطالي، يضمّ 253 تحفة متنوّعة جمعت من عدد من المدن الشمالية كعنابة، قالمة، جيجل، سطيف، تيبازة، وهران وعين تيموشنت، وهي مصنوعة من البرونز، الذهب، الفضة، العاج وغيرها من المواد الأثرية. المعرض الموسوم ب''الفينيقيون في الجزائر، طرق التجارة بين البحر الأبيض المتوسّط وإفريقيا السوداء'' يهدف إلى إبراز الثقافة الفينيقية بالجزائر وتسليط الضوء على الروابط المتفرّدة التي نسجت بين الشعوب النوميدية والبحارة الفينيقيين من المشرق بحثا عن المواد الأولية، كما يتطرّق إلى كون هذه الثقافة همزة وصل بين شمال إفريقيا وأوروبا تحت مظلة تثمين الحضارات النوميدية المحلية. ويقترح المعرض الذي يفتتح اليوم في انتظار نقله فيما بعد إلى مدينة روما ومنها إلى عدد من المدن المتوسّطية والعالمية، الغوص في حضارة الفينيقيين في الجزائر الاستثنائية وغير المعروفة، والناتجة عن ثقافات مختلفة تحت مظاهر متعدّدة ثقافيا، إنسانيا واجتماعيا، كما سيسمح للجمهور الجزائري بإعادة اكتشاف تراثه ضمن السياق المتوسّطي الواسع. ويعدّ غنى التبادلات والتفاعل الثقافي بين الشعوب النوميدية والفينيقيين، نقطة تميّز هذا المعرض الذي يعتمد أساسا على معيار إعادة البناء العلمي المثمر المنتهج من قبل فريق عمل جزائري - إيطالي يعود بالأساس إلى عام 2006 وكانت البداية من مدينة شرشال، ليبدأ العمل الفعلي منذ 2008 وتبعتها عمليات علمية مقنّنة ومدروسة.