تضررت العديد من العائلات بالشلف نتيجة الأمطار الأخيرة التي شهدتها الولاية، لاسيما تلك التي تقطن بمناطق تقع بالقرب من الوديان، وأخرى تقطن في أراضي منخفضة، حيث كشفت الكميات المتساقطة خلال هذه الأيام الأخيرة عن هشاشة بعض المشاريع المنجزة مؤخرا، والتي لم تستطع الصمود أمامها، حيث تسبب الأمطار الأخيرة في قطع العديد من الطرق الوطنية الولائية والبلدية، إلى جانب تسرب المياه إلى بعض البيوت، وزاد من صعوبة الأمر عدم وجود منافذ فيما لا تقوى أخرى على تصريف المياه المتجمعة بالطرقات . تسببت السيول الجارفة التي تساقطت على الولاية في تضرر الكثير من العائلات، وخاصة ببلديات «تنس» الساحلية، «سنجاس»، «تلعصة»، «عين مران»، «برية» و«بني حواء»، أين مست هذه الموجة من الأمطار الغزيرة وغير المسبوقة على الولاية الأحياء القريبة من الوديان ومجاري المياه، ما جعلها تتسبب في تضررت الكثير من المنازل القريبة من هذه الوديان، وخاصة الهشة منها والمبنية من الطوب، كما هو الشأن ببلدتي «بني حواء» و«بريرة» بالشريط الساحلي للولاية، أين تضررت الكثير من المساكن بقرى «العواشرية» و«بريرة»، وقد ناشدت العائلات المقيمة بتلك الأحياء السلطات المحلية إلى التكفل بها بعد انهيار مساكنها وبقائها في العراء، هذا كما عرف الطريق الولائي «رقم24» الموصل بين البلدية ودائرة «بني حواء» شللا تاما في الحركة بعد أن غمرته المياه عند محور دوار «القصور» ببلدية «بريرة» التابعة إداريا لدائرة «بني حواء». الكميات المتساقطة كشفت هشاشة مشاريع التهيئة كشفت الأمطار الأخيرة المتهاطلة على الولاية مدى هشاشة بعض مشاريع التهيئة، والتي لم تصمد طويلا أمامها، بدليل أن معظم الطرقات والمسالك المنجزة غمرتها المياه صارت مقطوعة، كما لم تصمد قنوات وبالوعات تصريف المياه هي الأخرى، ذلك أنها لم تقوى على استيعاب كميات المياه المتدفقة، الأمر الذي حوّلها إلى البيوت القريبة فيما تحولت كميات أخرى نحو الطرقات والساحات بشكل جعلها تعرف تشكل برك ومستنقعات ممتدة، حيث أضحى مركز المدينة وخاصة بمناطق حي «بن سونة»، «السلام» و«الشرفة» نقاطا سوداء في حركة المرور، بعد أن غمرت المياه المتدفقة الطرق بهذه النقاط وجعلت حركة المرور بها شبه مستحيلة. الطرق المقطوعة حرمت المتمدرسين من الالتحاق بمقاعد الدراسة ونفس الأمر عاشته بلدية «سنجاس» جنوب عاصمة الولاية، بعد أن غمرت المياه المتدفقة من وادي «تسيغاوت» و«ولاغ» الكثير من المساكن القريبة، وحوّلت الطرقات الرئيسية بالبلدية وكذا المسالك المؤدية إلى قرى ومداشر البلدية إلى برك ومستنقعات بفعل غزارة المياه المتدفقة وخاصة بمناطق «أولاد بخيرة»، «الهواورة»، «السكاكرة»، وهو ما تسبب في حرمان الكثير من عمال المؤسسات والإدارات من الالتحاق بمراكز عملهم، كما لم يتمكن المتمدرسون هم كذلك من مزاولة تعليمهم، حيث فضوا الركون إلى بيوتهم بدل المغامرة بالذهاب وسط تلك الظروف السالفة الذكر، ونفس الأوضاع تنطبق على بلدية «الحجاج» التابعة لدائرة «أولاد بن عبد القادر» والقريبة من بلدية «سنجاس»، حيث أنها تضررت بدورها كثيرا من هذه الأمطار التي كانت حسبهم "فجائية"، إذ نجم عنها تضرر الكثير من مساكن مركز البلدية على غرار حي «88 مسكنا»، كما تم عرف الطريق الرابط ما بين البلدية مقر الدائرة على مسافة تفوق ال15 كيلومترا الانقطاع. سيول جارفة جعلت عشرات العائلات تبيت في العراء كما تضررت الكثير من العائلات بدرجة كبيرة ذلك أنها أصبحت تسكن في العراء بفعل الأمطار والمياه التي غمرت منازلها الهشة، هذا إلى جانب الخسائر المادية التي خلفتها هذه السيول الجارفة، حيث أتت على معظم تجهيزات ولوازم تلك البيوت من أفرشة ومستلزمات أخرى، فيما بقيت 10 عائلات ببلدية «تلعصة» في العراء تنتظر مساعدات السلطات المحلية، كما تدخلت مختلف وحدات الحماية المدنية بالشلف في العديد من المناطق بالولاية وقتها سواء لإجلاء السكان أو لتصريف المياه المتسربة للمنازل الهشة والقريبة من الطرقات بعد أن غمرتها المياه التي لم تجد مجاري لتصريفها وتحويلها نحو الوجهة الصحيحة بدلا من بيوت هؤلاء المواطنين، وهو ما جعلها تأتي على كل اللوازم المنزلية لتلك العائلات المقيمة ببلدية «تلعصة»، كما هو الشأن بالنسبة لأحياء؛ «بوعزة12 مسكن»، «العياشين12 مسكن» و«ابن بادييس10 مساكن»، بالإضافة إلى مناطق أخرى ك «عين مران» الواقعة شمال عاصمة الولاية، وخاصة بالمناطق الريفية ك«عين العزلة»، والتي عرفت ارتفاع منسوب مياه كما تسببت في عرقلة حركة المرور وقطع السير بها لساعات، قبل أن تتدخل وحدات الحماية المدنية بالتعاون مع عمال الصيانة من مديرية الأشغال العمومية ومصالح البلدية. كما تضرر بشكل نسبي حي «بوعليلي» ببلدية «أم الدروع» الواقعة عند المدخل الشرقي لعاصمة الولاية، وتضرر بشكل كبير من موجة الأمطار الأخيرة سوق الجملة للخضر والفواكه «عنتر» الواقع عند المدخل الشرقي لعاصمة الولاية، نظرا لغياب أرضية صلبة والتي يمكن أن تصمد أمام كميات الأمطار المنهمرة، بالإضافة إلى غياب التهيئة بالسوق وعدم وجود قنوات تصريف المياه، وكذا لانتشار القاذورات وفضلات التجار التي سدت جميع مجاري التصريف، وساهمت بشكل كبير في انسداد البالوعات الموضوعة بالسوق، حيث أن تسرب ما يرمى من فضلات الخضر والفواكه الفاسدة وعدم وجود مكان مخصص لرمي هذه الفضلات ساهم بشكل رئيسي في تأزم وضعية هذا السوق، ونشير هنا إلى أن معظم الأحياء والسكنات الواقعة بالقرب من الأودية والمجاري المائية قد تضررت بشكل كبير بفعل ذلك . مشاريع الحماية من الفيضانات في مهب الريح جدير بالذكر أن الولاية شهدت في السنوات الأخيرة حالات مشابهة، على غرار بلدتي «الشطية» و«تنس» الساحلية، وما فيضانات 2001 التي مست معظم بلديات الجهة الشمالية للولاية البالغ عددها15 بلدية، أسفرت عن مصرع 15 شخصا وخسائر مادية فاقت عتبة ال60 مليار سنيتم، بسبب انسداد مجاري المياه والبالوعات التي صارت مسدودة بالأتربة نتيجة لإسناد مشاريع التهيئة الحضرية بالبلديات لمقاولات قليلة الخبرة وغير مختصة في مثل هذه الأشغال التي تتطلب تأهيلا خاصا وخبرة معتبرة للقيام بمثل هذه الأشغال، ومؤخرا استفادت العديد من بلديات الولاية من تسجيل مشاريع حماية هذه البلديات من خطر الفياضات والتي رصدت لها أغلقه مالية باهظة، كما هو الشأن بالنسبة لبلدتي «تلعصة» و«تنس» اللتين استفادتا من 60 مليار سنتيم لإنجاز مشاريع الحماية من الفيضانات، غير أن هذه المشاريع لم تفلح في حماية المساكن بهذه البلديات من خطر الفيضانات، وهو ما جعل سكانها يتخوفون من الأخطار المحدقة بهم في ككل حين، خصوصا مع كميات الأمطار المتساقطة في الآونة الأخيرة. للإشارة، فقد عرفت المنطقة خلال الموسم الماضي من نفس الفترة الحالية تساقط كميات معتبرة من الأمطار، والتي لم تسقط منذ ثلاث عقود، حيث بلغت خلالها أكثر من 16 مليمترا، وهي كمية –حسب مختصين بالأرصاد الجوية بالولاية تتجاوز المعدل الفصلي بكثير.