تسببت السيول الجارفة التي تساقطت على الولاية في تضرر كثير من العائلات، وخاصة ببلدية سنجاس، أين مست هذه الموجة من الأمطار بقعتي "بني ودرن"و"الخلايلية " حيث تضررت الكثير من العائلات بدرجة كبيرة وأصبحت تبيت في العراء بفعل الأمطار والمياه التي غمرت منازلها الهشة والخسائر المادية التي خلفتها هذه السيول الجارفة، حيث أتت على معظم تجهيزات ولوازم البيوت من أفرشة ومستلزمات أخرى. وبقيت08 عائلات في العراء تنتظر مساعدات السلطات المحلية، كما تدخلت مختلف وحدات الحماية المدنية بالشلف في العديد من المناطق بالولاية خلال عطلة نهاية الأسبوع سواء لإجلاء السكان أولتصريف المياه المتسربة للمنازل الهشة والقريبة من الطرقات والتي غمرتها المياه التي لم تجد مجاري تصريف في تحويلها نحو الوجهة الصحيحة بدلا من بيوت المواطنين، والتي أدت في بعض المناطق كحي "لاكابير" بوادي سلي غرب عاصمة الولاية إلى إتلاف العديد من اللوازم المنزلية في 04 سكنات، بالإضافة إلى مناطق أخرى كالشطية (منطقة دي04)، وأحياء السعادة، وبن سونة أين ارتفع منسوب المياه والذي تسبب في عرقلة حركة المرور وقطع السير بها لساعات، قبل أن تتدخل وحدات الحماية المدنية، بالإضافة إلى عمال الصيانة من مديرية الأشغال العمومية ومصالح البلدية. وتضرر بشكل نسبي حي بوعليلي ببلدية أم الدروع الواقعة عند المدخل الشرقي لعاصمة الولاية، كما انقطعت حركة المرور بالطريق المؤدي إلى بلدية الأبيض مجاجة بفعل ارتفاع منسوب المياه إلى ما فوق الجسر، كذلك سوق الجملة للخضر والفواكه (عنتر) الواقع عند المدخل الشرقي لعاصمة الولاية لغياب أرضية صلبة يمكن أن تصمد أمام كميات الأمطار المنهمرة، بالإضافة إلى غياب التهيئة بالسوق وعدم وجود قنوات تصريف وكذا لانتشار القاذورات وفضلات التجار التي سدت جميع مجاري التصريف وساهمت بشكل كبير في انسداد البالوعات الموضوعة بالسوق على قلتها، حيث إن تسرب ما يرمى من فضلات الخضر والفواكه الفاسدة وعدم وجود مكان مخصص لرمي هذه الفضلات ساهم بشكل رئيسي في تأزم وضعية هذا السوق. ونشير إلى أن معظم الأحياء والسكنات الواقعة بالقرب من الأودية والمجاري المائية قد تضررت بشكل كبير. وعلمنا من مصادرنا أن والي الولاية قد وجه تعليمات إلى المدراء التنفيذيين والمنتخبين المحليين قبل أسبوع، بعد الأحداث التي عرفتها ولاية غرداية، من أجل تفادي كارثة مماثلة عن طريق القيام بأعمال الصيانة وإصلاح جميع المجاري والمسالك التي يمكن أن تشكل خطرا في حالة تساقط أمطار كبيرة على الولاية، وكذا إنشاء مخطط استعجالي لمواجهة أي فيضانات محتملة وخاصة بالبلديات والمناطق الشمالية، والتي شهدت في السنوات الأخيرة حالات مشابهة كبلدتي الشطية وتنس الساحلية، وما فيضانات 2001 والتي مست معظم بلديات الجهة الشمالية للولاية البالغ عددها15 بلدية منا ببعيد، والتي أسفرت عن مصرع 15 شخصا وخسائر مادية فاقت عتبة 60 مليار سنيتم بسبب انسداد مجاري المياه والبالوعات التي صارت مسدودة بالأتربة، نتيجة لإسناد مشاريع التهيئة الحضرية بالبلديات لمقاولات قليلة الخبرة وغير مختصة في مثل هذه الأشغال التي تتطلب تأهيلا خاصا وخبرة معتبرة للقيام بمثل هذه الأشغال. ومؤخرا استفادت العديد من بلديات الولاية من تسجيل مشاريع حماية هذه البلديات من خطر الفياضات والتي رصدت لها أغلفة مالية باهضة، كما هو الشأن بالنسبة لبلديتي تلعصة وتنس اللتان استفادتا من 60 مليار سنتيم لإنجاز مشاريع الحماية من الفيضانات للعلم، عرفت المنطقة خلال الموسم الماضي من نفس الفترة الحالية تساقط كميات معتبرة من الأمطار، لم تسقط منذ ثلاث عقود في مثل هذا الوقت من السنة، حيث بلغت أكثر من16 مليمتر وهي كمية حسب مختصين بالأرصاد الجوية بالولاية متجاوزة للمعدل الفصلي بكثير. حيث بلغت كمية الأمطار المتساقطة بالولاية ما يزيد عن 400 ملم، وهي كمية لم تسجل في السابق،الأمر الذي نتج عنه امتلاء معظم سدود الولاية بنسب كبيرة.