أقدم صباح أمس سكان بلدية سيدي عمار بعنابة على قطع الطرق الرئيسية والفرعية الرابطة بين البلدية والولاية باستعمال الحجارة والمتاريس وإضرام النيران في العجلات المطاطية، تنديدا بانعدام الأمن وتنامي معدل الاعتداءات على المواطنين ومستعملي المركبات· ونظم المحتجون بالموازاة مسيرة جابت عدة شوارع تنادي بالاستجابة للانشغالات الاجتماعية العاجلة للسكان التي رفعها المتظاهرون· وقد دامت الاحتجاجات التي كادت تتحول إلى أعمال شغب ساخنة لولا تدخل عقلاء من حي مختاري عبد المجيد المعروف ب''القرية''. الذين أصروا على لفت انتباه السلطات بإغلاق الطريق دون تخريب الأملاك العمومية عدة ساعات· وأكد ممثلون عن السكان أن حركتهم الاحتجاجية ''غذتها'' لامبالاة السلطات المحلية في مواجهة المشاكل التي يتخبط فيها المواطنون منذ سنوات، حيث تعرف القرية التي تشهد انتشارا رهيبا للبنايات الفوضوية في المياه القذرة وتعاني من انعدام برامج التهيئة العمرانية بشكل يهدد الصحة العمومية في العمق بسبب تسربات المياه القذرة بمحاذاة القنوات الصالحة للشرب· وسعى المنتفضون الذين ساروا عبر الشوارع الرئيسية للبلدية إلى لفت انتباه القائمين على المجلس الشعبي البلدي حول خطر انتشار ظاهرة الكلاب المتشردة والأبقار الضالة التي تقتات من المفرغات العمومية والفضلات المرمية عشوائيا والتي يستهلك المواطنون حليبها· كما طالب شباب البلدية بحصة إضافية من عقود التشغيل في إطار الإدماج المهني خاصة أن الحصص السابقة تم توزيعها دون مراعاة معايير الشفافية حسبهم، داعين السلطات الأمنية إلى تكثيف دوريات الأمن للتصدي للعصابات التي تتخذ من الممرات المظلمة أوكارا للقيام باعتداءات على الأشخاص وأصحاب السيارات، حيث يتم تسجيل حالات اعتداءات خطيرة وسرقة مركبات دون التمكن من توقيف عناصر العصابة· وتسببت الحركة الاحتجاجية في شل الحركة المرورية، لكن المصالح الأمنية استطاعت إقناع المتظاهرين بفتح الطريق·وقد علمت ''البلاد'' أن مدير الأمن الولائي اجتمع إلى غاية مساء أمس بمسؤولين من المديرية لبحث أرضية مطالب السكان في شقها الأمني، مع إصدار أوامر بتكثيف الدوريات في إطار مخطط شهر رمضان·