إحتل آلاف المتظاهرين في البحرين يوم السبت من جديد مكان اللؤلؤة في المنامة لمواصلة مسيراتهم الإحتجاجية في الوقت الذي طالبت فيه المعارضة بتنظيم إضراب عام ومفتوح ابتداء من يوم الاحد المقبل وهذا بالرغم من اعلان السلطات في البلاد عن فتح حوار شامل وإنسحاب الجيش من شوارع العاصمة. وبالرغم من كلمة ولي عهد البحرين الامير سلمان بن حمد آل خليفة لفتح حوار شامل مع كل الاطياف وإنسحاب الجيش من شوارع المنامة في محاولة لإيجاد حلول لتهدئة الاوضاع والبت في المشاكل التي تطرحها المعارضة قرر المتظاهرون مواصلة مسيراتهم الاحتجاجية من خلال التوجه وبكثافة إلى دوار اللؤلؤة وسط المنامة الذي اخلته قوات الامن بالقوة اول امس و نصبوا الخيام مجددا فيه. قد تمكن المتظاهرون حسب ما نقلته وسائل الاعلام من خلع حواجز الاسلاك الشائكة والوصول الى الدوار دون مواجهات مع الشرطة. كما شددوا من حملاتهم الإحتجاجية من خلال دعوة الإتحاد العام لنقابات عمال البحرين إلى تنظيم إضراب عام ومفتوح إبتداء من يوم الأحد إلى غاية إستجابة السلطات لمطالبهم سيما منها إخلاء الشوارع من الجيش والسماح بتنظيم مسيرا سلمية في كافة أرجاء البلاد. وقال الاتحاد في بيان أنه يدعو "الى الاضراب العام اعتبارا من الاحد 20 فيفرى ما لم يتم سحب الجيش من الشوارع والسماح بحرية التظاهر السلمي دون اعتداء من قوات الامن". وأكد ان الاضراب سيراعى "استمرار العمل في الخدمات الاساسية من اجل الحفاظ على حياة المواطنين وصحتهم". من جهة أخرى كان ولي عهد البحرين الامير سلمان بن حمد آل خليفة قد أمر اليوم بسحب كافة عناصر الجيش من شوارع المنامة تفادي للمزيد من المواجهات مع المتظاهرين. وجاء تصريح مسؤول كبير في المعارضة البحرينية عبد الجليل خليل ابراهيم اليوم الذي طالب بإستقالة الحكومة وانسحاب القوات المسلحة من شوارع المنامة للاستجابة لعرض الحوار الذي تقدم به امس الجمعة الامير سلمان بن حمد آل خليفة. وقال ابراهيم انه "لا بد للحكومة من ان تستقيل والجيش ان ينسحب من شوارع العاصمة حتى يتم التفكير في الحوار". ووقع اطلاق النار في الوقت الذي تحدث فيه ولي العهد الامير سلمان بن حمد آل خليفة عبر التلفزيون الرسمي مؤكدا "ان حوارا وطنيا سيبدأ حالما يعم الهدوء"وأنه سيتم بحث "كل مشكلات ضمن حوار جماعي في البحرين تشارك فيه جميع الأطراف". ولتفادي المزيد من المواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين التي تسببت في مقتل أربعة أشخاص وإصابة العشرات بجروح أمر ولي عهد البحريني بسحب جميع القوات العسكرية من شوارع البحرين. ولم تغب ردود الفعل الدولية عن ساحة الاحداث البحرينية إذ نوه في هذا الشأن الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد الرحمن بن حمد العطية اليوم بقرار العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة لإعتماد إجراء "حوار وطني شامل" مع جميع الأطراف لتحقيق تطلعات مواطني مملكة البحرين. وجدد العطية التأكيد على دعم دول مجلس التعاون الكامل لمملكة البحرين. مؤكدا على عدم قبول تدخل أي طرف خارجي في شؤون البلاد. وقال أن الإخلال بأمنها واستقرارها يعد انتهاكا خطيرا لأمن واستقرار دول مجلس التعاون كافة. من جهته، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما ان الولاياتالمتحدة "بصفتها شريكة للبحرين منذ زمن طويل تعتقد ان استقرار البحرين يعتمد على احترام حقوق شعب البحرين وعلى اعتماد عملية اصلاحات مهمة تستجيب لتطلعات كل البحرينيين". كما قالت من جهتها وزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين اشتون اليوم أن الحوار السياسي الذي دعا إليه ولي العهد في البحرين "يجب أن يبدأ على الفور". معبرة في ذات الوقت عن أسفها "للخسائر في الأرواح البشرية".