دعا رئيس الجمعية الجزائرية لأمراض الكلى الأستاذ «الطاهر ريان» إلى مضاعفة عدد عمليات زرع الكلى خلال السنوات المقبلة، من أجل تقليص قائمة الانتظار والتخفيف من متاعب المصابين، مشيرا إلى أن المراكز التي تقوم بزرع الأعضاء حاليا لا تجري سوى 100 عملية سنويا. وأكد الأستاذ «ريان»، عشية الاحتفاء باليوم العالمي للكلية المصادف ل10 مارس، على ضرورة مضاعفة عدد عمليات زرع الكلى مستقبلا، مشيرا إلى أن المراكز التي تقوم بزرع الأعضاء حاليا «لا تجرى سوى 100 عملية سنويا»، معربا عن أمله في استفادة ثلث المصابين بالعجز الكلوي من عمليات زرع الكلى سنويا لضمان تكفل جيد بالمرض بالجزائر، كما يأمل المختص نفسه أن يؤدي التنظيم الجديد لقانون الصحة الذي هو بصدد التحضير والمعهد الوطني للكلى الذي سيصبح عمليا خلال الأشهر القادمة إلى جانب مجهودات الفاعلين في الميدان إلى «تطوير نزع الأعضاء من الجثث». وفي هذا السياق دعا الأستاذ «ريان» المختص في أمراض الكلى إلى تعزيز الحملات التحسيسية وتوعية المجتمع حتى تسمح العائلات بنزع أعضاء موتاها مستقبلا، مؤكدا على ضرورة تحضير المصالح الصحية التي تسند لها هذه المهمة حتى يتسنى لها القيام بزرع الأعضاء المنزوعة من الجثث في حينها، كما حثّ على توسيع دائرة التبرع بالأعضاء، التي تقتصر في الوقت الحالي على علاقة القربى من الدرجة الأولى إلى أعضاء العائلة الكبيرة والأقارب بشرط أن تكون هذه العملية بالتراضي «ودون عمليات حسابية»، وأكد الأستاذ «ريان» على ضرورة التعجيل بإنشاء الوكالة الوطنية «للبيومدسين» التي ستسند لها مهمة تنظيم عمليات الزرع وكذا الإنجاب المدعم طبيا، بهدف توسيع عمليات زرع الكلى للمصابين بالعجز الكلوي والفئات الأخرى من المرضى. وبخصوص السماح للقطاع الخاص بزرع الأعضاء يرى ذات المتحدث أن «الظروف الحالية لا تسمح بتوسيع العملية إلى هذا القطاع حتى لا تصبح في متناول الأثرياء فقط ويحرم منها عديمو الإمكانيات»، وفيما يتعلق بتوسيع مراكز تصفية الدم لفائدة الأطفال المصابين بالعجز الكلوي التي تقتصر في الوقت الحالي على بعض المراكز التابعة للقطاع العمومي، أشار المختص ذاته إلى إنشاء وحدة بالمؤسسة الاستشفائية «نفيسة حمود» (بارني سابقا) خلال الأشهر القليلة القادمة وأخرى على مستوى المستشفى الجديد لطب الأطفال بضواحي العاصمة، مذكرا في هذا الصدد بتسجيل 350 إصابة جديدة سنويا بالعجز الكلوي لدى الأطفال في مراحله المتقدمة. وفي سياق ذي صلة دعا الأستاذ «ريان» إلى إعادة النظر في الخريطة الصحية الحالية للبلاد حتى «لا تُحرم مناطق أخرى من الوطن من التغطية الصحية لاسيما في مجال التكفل بالعجز الكلوي»، مطالبا بضرورة تكوين الأطباء المختصين في جراحة الأوعية والشرايين للتكفل بوضع الجهاز الخاص بتصفية الدم «فيستيل» حسب المقاييس المعمول بها دوليا، وأكد أن المصابين بالعجز الكلوي يستفيدون من جميع أصناف العلاج الخاص بهم باستثناء الأطفال الذين يجب تزويدهم بهرمون النمو وتوفير زرع الأعضاء لأنه في الوقت الحالي «يستفيد مريض واحد فقط من بين عشرة مرضى من زرع كلية». وبخصوص بعض الأسباب المؤدية إلى الإصابة بالعجز الكلوي المزمن ذكر الأستاذ «ريان» ارتفاع ضغط الدم الشرياني وتعقيدات أمراض القلب بنسبة 30 بالمائة والأمراض الوراثية بنسبة 10 بالمائة والأمراض المعدية والتشوهات الخلقية للكلية عند الأطفال إذا لم تخضع للجراحة مبكرا وداء السكري بصنفيه الأول والثاني بعد 20 سنة من الإصابة بنسبة 40 بالمائة.