ألح المختصون، أمس، بمناسبة إحياء اليوم العالمي لزراعة الأعضاء في الندوة التي احتضنها منتدى جريدة المجاهد، على ضرورة توسيع ثقافة زرع الكلى في المجتمع الجزائري على غرار دول الجوار، مؤكدين على تطوير عمليات الزرع من خلال تدخل الحكومة لتقنين وتنظيم العملية في أقرب وقت، خاصة وأن عدد المصابين بالقصور الكلوي مرشح للزيادة نظرا لغياب الوقاية ووجود فئة المصابين بالأمراض المزمنة مهددة بالإصابة بهذا المرض. في هذا الإطار، دعا البروفيسور الطاهر ريان، مختص في أمراض الكلى ورئيس الجمعية الجزائرية لأمراض الكلى، إلى ضرورة التكفل بعلاج المصابين بالقصور الكلوي، خاصة تنظيم عمليات زرع الكلى، بالشكل الذي يسمح بتطوير هذا التخصص في الجزائر إلى الأحسن. كما دعا في ذات الوقت إلى إعادة النظر في جملة القوانين التي تحكم زرع الكلى، بحيث تصبح أكثر ليونة ومرونة، كما نفى المتحدث وجود متاجرة أو زرع للأعضاء بطرق غير قانونية بالجزائر، مؤكدا أن القوانين الجزائرية صارمة وواضحة في هذا مجال. وحث البروفيسور ريان على ضرورة متابعة وعلاج المرضى لتفادي تطور المرض وحدوث مضاعفات، مشيرا إلى أن وضعية المصابين بالعجز الكلوي بالجزائر قد تحسنت كثيرا من خلال إنشاء المراكز التي تتكفل بهم، حيث بلغ عددها 250 مركز في انتظار فتح ثمانين مركزا جديدا خلال السنوات القادمة. وحسب ذات المتحدث فإن عدد المصابين بالقصور الكلوي وصل إلى 13 ألف مريض وهو رقم قابل للزيادة، خاصة وأن المصابين بالأمراض المزمنة مثل السكري وضغط الدم مهددون بالإصابة بالقصور الكلوي، ولا علاج لهم سوى عمليات الزرع حسب ذات المصدر وهي العملية التي لاتزال يشوبها الكثير من التعقيدات، خاصة من حيث القوانين التي تقف أمام التبرع بالأعضاء في الجزائر، قائلا بأن التبرع بالأعضاء لا يتم إلا بين أعضاء الأسرة الواحدة محصورة في الأم والأب والإخوة، ولا تقبل القوانين التبرع خارج هذه الدائرة، سواء بين الأزواج أو باقي أفراد العائلة الكبيرة، مشيرا في هذا الصدد إلى وجود 60 زوجا ينتظرون قبول تبرعهم، إضافة إلى العقليات السائدة في المجتمع الجزائري التي تحول دون التبرع بأعضاء الموتى. وعليه، دعا ريان إلى تحديث القوانين، بحيث تصبح أكثر مرونة لتسهيل عمليات الزرع وفي ذات الوقت تراقب التجاوزات والمخالفات التي يمكن أن تحدث، مشيرا إلى ضرورة غلق المراكز التي فشلت في عمليات الزرع، باعتبار أن الأعضاء نادرة ومن غير المسموح خسارتها. كما وزعت الجمعية الجزائرية لأمراض الكلى نموذجا لبطاقة التبرع بالأعضاء على الحضور، معلنة أنه سيتم تقديمها إلى السلطات لتشجيع الناس للتبرع بأعضائهم بعد وفاتهم، معلقين الأمل على هذه البطاقة في إنقاذ أرواح الآلاف من المرضى الذين يعانون في صمت والتخفيف من معاناتهم.