يشارك المسرح الجهوي كاتب ياسين لتيزي وزّو في تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية بعرض شرفي لمسرحية جديدة من إنتاجه بعنوان" لسان بن الخطيب" من إخراج مديرة المسرح السيدة فوزية آيت الحاج و تأليف حسين ملياني. وتعتبر هذه المسرحية من بين 19 عملا مسرحيا التي ستشارك في تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية وسيقدم العرض الشرفي الأول لها بتلمسان خلال جوان المقبل وهي تروي سيرة مفكر ورجل دولة شهير عاش بالأندلس هو ابن الخطيب الذي كان وزيرا وكاتبا. وتعد هذه المسرحية حسب مؤلفها حسن ملياني من النوع التاريخي أين تعمل على طرح عدد من الأسئلة حول الأسباب التي دفعت بالوزير الأول و المفكر الشهير لسان الدين الخطيب (1313-1374) الذي عاش تحت إمارة سلطان قرطبة أبو الحجاج يوسف إلى الفرار من الأندلس واللجوء إلى تلمسان ثم مدينة فاس بالمغرب. وأضاف أن هذا العمل المسرحي يحاول سرد السيرة الذاتية لهذه الشخصية التاريخية و كذا حقبة هامة من تاريخ الأندلس التي كانت تعيش بداية انحطاطها وذلك من خلال التعرف على النزاعات ما بين أفراد حاشية الملك و تصادم الطموحات فيما بينهم و غيرها. وعرفت الأندلس إشعاعا ثقافيا وعلميا لا مثيل لهما قبل أن تسجل الحياة الاجتماعية بها انحطاطا خلال النصف الثاني من القرن 13 بسبب نزاعات و اضطرابات قلل الأندلسيون من أهميتها و لم يهتموا بالأخطار الخارجية التي كانت تهدد دولتهم وتعتبر القراءة التاريخية و الاجتماعية لتلك الفترة الزمنية تبرز أوجه تشابه كثيرة مع زماننا هذا. يشار إلى أن لسان الدين ابن الخطيب هو لسان الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن سعيد بن الخطيب انتقلت أسرته من قرطبة إلى طليطلة بعد وقعة الربض أيام الحكم الأول ثم رجعت إلى مدينة لوشة واستقرت بها. وبعد ولادة لسان الدين في رجب سنة 713 ه الموافق ل 1313 م انتقلت العائلة إلى غرناطة حيث دخل والده في خدمة السلطان أبي الحجاج يوسف وفي غرناطة درس لسان الدين الطب والفلسفة والشريعة والأدب. ولما قتل والده سنة 741 ه في معركة طريف كان مترجما في الثامنة والعشرين فحل مكان أبيه في أمانة السر للوزير أبي الحسن بن الجياب. ثم توفي هذا الأخير بالطاعون الجارف فتولى لسان الدين منصب الوزير ولما قتل أبو الحجاج يوسف سنة 755 ه وانتقل الملك إلى ولده الغني بالله محمد استمر الحاجب رضوان في رئاسة الوزارة وبقي ابن الخطيب وزيرا ثم وقعت الفتنة في رمضان من سنة 760 ه فقتل الحاجب رضوان وأقصي الغني بالله الذي انتقل إلى المغرب وتبعه ابن الخطيب وبعد عامين استعاد الغني بالله الملك وأعاد ابن الخطيب إلى منصبه..